أراد الروائي الراحل
حميد الربيعي، أن يتأكد مني من صحة ما وصفها: "معلومة جميلة جدًا عن الجيش
العراقي". ولعله أراد الإشارة إلى طرفة ما، على هامش الصراع والموت في شرقنا.
كتب لي يوم
11-12-2013:
"سأل أحدهم
قائلاً: هل تعرف لماذا يُسمي العراقيون جنديهم ب(أبو خليل؟) فأجاب: مع كل الآسف لا.
قال لأن الجيوش العربيّة عندما دخلت إلى فلسطين إبّان حرب 1948 تقسمت حسب المدن
فكل دولة أرسلت جيشها لمدينة فلسطينية وكان الجيش العراقي في مدينة الخليل..وعندما
اشتد القتال انهزمت كل الجيوش العربية في كل المحافظات إلّا في مدينة الخليل حيث
استبسل الجندي العراقي، وبعد انتهاء الحرب وعندما كان يلتقي الفلسطينيون بالجنود
العراقيين كانوا يصفوهم (بأبو خليل) أي الجندي المقاتل الذي دافع عن الخليل واصفين
إياهم بالشجاعة والبطولة".
أضاف: "هذه معلومة
نتداولها في العراق، لا أعرف مدى صحتها، أهميتها أنَّ رئيس أوّل جمهورية (عبد الكريم
قاسم ) كان أحد قيادي ذاك الجيش .. لك محبتي".
لم أشأ، أن أُخيّب
"معلومة" صديقي، وفي الوقت ذاته كان عليَّ أن أجيبه: "الجيش
العراقي حارب بشكل أساسي في شمال فلسطين. في المحور الطويل من غزة-الخليل-بيت
لحم-القدس..كان هناك متطوعون من مصر والسودان بشكل أساسي، وغيرهم".
عندما وصل المتطوعون
المصريون، بقيادة أحمد عبد العزيز، الخليل، أدوا الصلاة في المسجد الإبراهيمي،
وطافوا داخله، حول قبور الأنبياء المفترضة، مكبرين، استعدادًا لنصر مبين، ولكن ما
حدث لاحقًا أن عبد العزيز، استشهد برصاصة طائشة.
ربما كان الأجدر
بالمصريين أن يسمى الواحد منهم أبو خليل، أما شباب الجيش العراقي، فكانوا ضحية القيادة
التي لم تصدر الأوامر بالقتال، فانتشر بين الفلسطينيين عبارة: ماكو أوامر.
وعندما حلت الهزيمة،
أخذ العراقيون، الذين استشهد 44 مناضلا منهم، لاجئين فلسطينيين معهم، تبددوا في العالم،
ضحية التوازنات السياسية. في عام ألفين كنت في بغداد، وشهدت كيف أُستهدف حيّ
البلديات، قيل وقتها بأنَّ إيران أو المحسوبين عليها، يتحملون المسؤولية عن
الهجوم، لم أرغب حينها بالتصديق أن الثورة التي تحمسنا لها، ونددنا بعدوان صدام
عليها يمكن أن تتورط بذلك، وأنا أنظر إلى بيان، أراد مضيفونا العراقيون الرسميون التوقيع
عليه، تنديدا بذلك الهجوم.
تغيّر الكثير في
فلسطين والعراق، وفي ظروف ما بعد سقوط نظام صدام، طهرت ميليشيات إيران في العراق،
ما تبقى من فلسطينيّ حيّ البلديات.
وأرى على التلفزة،
زعيم إحدى تلك الميليشيات، يستعد لنصرة الفلسطينيين. من يريد نصرتنا من العرب،
يمكنه أن ينصر شعبه، وشعبنا في حلهم الطويل، وعلى الحدود، والجسور. ويكفينا شرّ
تصريحاته.
سأترك فلسطين في
بحيرة كبريتها، ولكن هل صحيح أن بلاد الرافدين، ستكون عام 2040م، بلا روافد، وبلا
أنهار؟ لا تريد إيران عراقًا مستقرًا، ويبدو أن تركيا أيضا لها نفس الأهداف.
هل لو انتصر أبو خليل
العراقي فعلاً في فلسطين، في تلك الأيّام، سيكون مصير عراقه كما هو الآن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق