-شهادة
روائية قدمت لمؤتمر القدس في الرواية العربية، جامعة البتراء-عمّان، خريف 2019م
رابع:
في
مخطوطتي: سماء القُدْس السابعة، عودة إلى قُدْس السبعينات، المدينة الخارجة من
حربٍ ثانية خلال عشرين عامًا، والتي "وحدها" الاحتلال الجديد، وأعلنها
عاصمة أبدية.
هي
رواية احتفاء بالمكان، وبالشخوص، ولكنها أيضًا مراجعة للمسلمات، والشعارات، وحتّى
للفعل الفدائي المبكر، الذي لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسموها، والمرجعيات
الثقافية للمناضلين، ليفضي إلى انعتاق المدينة، بحجرها وبشرها.
المدينة
التي تتعرض إلى ما يشبه المجاعة، للمرّةِ الثانية، خلال عشرين عامًا، في النكبة
والنكسة، وتحاول احتواء صدمتها، مع الآخر وهو، محتلها المنتصر، والمتفوق، والآتي
بخططه الحضرية للمدينة، ضمن فهم كولنيالي، مستعينًا بخمسين ممن اعتبرهم أفضل
العقول من العالم، ليجتمعون كل عامين، للتخطيط للمدينة.
أدركت مبكرًا، بأنَّ
القُدْس، المحاصرة بالأغاني الحماسية، والشعارات الجماهيرية، والتصريحات الرسمية،
ليست هي قُدْسي.
والقُدْس الدينية،
التي حاصرت نفسها في نحو كلم مربع داخل السور، لقرونٍ، ليست هي فقط قُدْسي، رغم
معاناتها من جراحٍ لن تندمل، ومن محتلٍ إلى آخر، ومن فاتحٍ إلى فاتح، ومن شقيقٍ
دموي إلى شقيقٍ لا يقل دموية وجهلاً. تبدلات مغموسة بالنَّار، لم يأتِ فاتح لناسها
بالورد، وإنما حاملاً سيفًا وكتابًا مقدسًا، وعندما تكتب نخبته الثقافية التاريخ،
تخطه بفهم المنتصرين، سيظهر هذا لدى العرب المسلمين، الذين أسسوا لارستقراطية
قرشية في القُدْس، وسيظهر لدى الصليبيين، وسيغيب التاريخ الآخر؛ تاريخ العاديين
المهزومين، في انتظار الرواية، لتكتبهم، فليس مثلها قدرة على كتابة تاريخ
المهزومين، ولن يكون ذلك في حالة القُدْس، سهلاً.
لم يقدم المسلمون
مثلاً مساهمة معرفية حقيقية في تاريخ المدينة، وسيبدون كأنّهم أتوا، ليكونوا بني
إسرائيل الجدد، في استعارات لأساطير، وتبني لرؤى ملوك الكتاب المقدس، وسيؤسطر
الصليبيون المؤسطر، وستستمر بذارهم حول المواقع والأمكنة حتى الآن.
#باب_العامود
#سماء_القدس_السابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق