أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 24 مايو 2021

منى الكرد، تذكروا الاسم..!





تحولت الشابة منى الكرد، إلى ناطقة غير رسمية باسم أهالي حي الشيخ جرّاح المهددين بإخلائهم من منازلهم، ووصل صوتها آمادا بعيدة، ويتابعها، على موقع انستجرام فقط، أكثر من مليون متابع ومتابعة من مختلف أنحاء العالم.

تمكن والدا منى، من بناء بيت، بجانب بيت جدتها في الحي المقدسي الذي أصبح رمزا للهبة الشعبية الأخيرة، ولكن العائلة لم تسكنه، فأحد قضاة الاحتلال، اعتبره بناءه غير مرخص، وكما تروي الكرد: "أغلق القاضي باب البيت، وأمر بأن يظل مغلقا، فمحكمة الاحتلال اتخذت قراري هدم، ولكن؟"

ولكن، لم تحل قرارات الاحتلال غير الشرعي، المجحفة، من سماح المحكمة نفسها لمستوطنين بالاستيلاء على البيت، غير المرخص والمقرر هدمه بعرف المحكمة غير الشرعية نفسها.

تقول الكرد: "سماح القاضي للمستوطنين الاستيلاء على المنزل الذي بناه والدي، بعرق جبينهما، يعني أننا أمام منظومة احتلالية لصوصية متكاملة".

الكرد، المسلحة بالحق، أثارت اهتمام وإعجاب الآلاف ومن بينهم مؤثرون في داخل دولة الاحتلال مثل الممثلة نعومي تشوستر، المتضامنة مع أهالي الشيخ جرّاح.

تقول تشوستر: "منى الكرد، تذكروا الاسم. ستدخل كتب التاريخ كامرأة، تمكنت في ربيع عام 2021، بمساعدة هاتفها، من توثيق كل ما حدث في الشيخ جرّاح للانستجرام، وهي تحمي عائلتها، وعائلات الشيخ جرّاح جرّت معها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، هي باللغة العربية وأخوها محمد باللغة الانچليزية. بدون تمويل، بدون إستراتيجية، بدون مؤثرين، بدون معالجات".

تضيف شوستر، المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي انخرطت في حملة الدفاع عن حي الشيخ جرّاح: "هي فقط وقّفت أمام يعقوب الذي يسكن ببيتها المقسّم وسألته "يعقوب لماذا تسرق بيتي؟" فرد عليها "إذا أنا لم أسرقه، فسيأتي شخص آخر يأخذه، ماذا تريدين منّي؟". كل العالم شاهدوا هذا الفيديو. منى وأخوها محمد لم يكونا بحاجة لتجنيد أو شرح كثير، هما فقط فتحوا الكاميرات، العالم رأى، ومنى اليوم مع حساب فيه مليون متابع خلال أسابيع. منى، تذكروا الاسم".

وظهر المستوطن، بزيه الديني، في صورة، وهي يرتدي قميصا كتب عليه بالانجليزية: "إذا لم تتركوني أسرق، فغيري سيسرق".

لم يتوقف نشاط الكرد، على المجال الإعلامي، أو الكفاح في حي الشيخ جرّاح، فساهمت في وقفات المساندة التي نظمت مع الحي في عدة أماكن ومنها الناصرة، وشرحت قضية الحيّ، المستمرة منذ سبعينات القرن الماضي.

تقول: "قضية حيّ الشيخ جرّاح، ليست قضية قضائية، إنما قضية سياسية، محاكم الاحتلال اعتبرت المستوطنين، أصحاب المنازل، وجعلتنا مستأجرين".

تدرك الكرد، بأن النجاح بتجميد قرارات إخلاء عائلات الحيّ أو تأجيلها: "لا يعني الإلغاء، وقضيتنا مستمرة. لن تنتهي معركتنا مع الاحتـلال إلا باستعادة منازلنا والتحرير".

أثارت الكرد، اهتمام الناس، حول العالم، بظهورها في عدة مقاطع مصورة في الشيخ جرّاح، ومن بينها، وهي تآزر شقيقها بعد اعتقاله، وتخاطبه: " هوينة أخوي ما تخافش".

وبسبب ارتفاع صوتها بالحق، قيدت إدارة موقع فيس بوك، حسابها، ما أثار معها ومع قضية الحي، اهتماما متزايدا.

ترابط الكرد الآن في الحي، المغلق منذ 13 يوما. تقول: "فرضت قوات الاحتلال إغلاقا غير قانوني على أهالي حي الشيخ جرّاح (كرم الجاعوني)، مع السماح للمستوطنين بالتجول داخل الحي بأريحية. إنهم يضيقون علينا، ويفتشون ويدققون في هويات سكان الحي، ويمنعون المؤازرين من التواجد داخل الحي".

تضيف: "ندعو الجميع للوقف بجانبنا، ضد الحصار والإغلاق غير القانوني المفروض على أهالي الحي. سنصمد ولن نرحل، نعول على صمودنا وصمود أهالي القدس، وجميع أهلنا في كل مكان في فلسطين. سوف نبقى هنا. سوف نحيا هنا".

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق