حوار اجراه معي الاستاذ وحيد تاجا ونشر على موقع مؤسسة فلسطين الثقافية، وصحيفة السبيل الاردنية:
جريدة السبيل
http://www.assabeel.net/رواق/88646-الأديب-أسامة-العيسة-لم-نكتب-بعد-السطر-الأول-في-ملحمتنا.html
http://www.thaqafa.org/Main/default.aspx?xyz=BOgLkxlDHteZpYqykRlUuI1kx%2fVDUOFoMWCl%2bmXJyZOv6sv3t3rNqdHiTKB7P9VnLRbCcFEgwDxx6RzpWfnfT%2foDYbrmvp6tKcIOUTCznzfx%2fY3QHktliFIg89vpPM4JptDQEZLVHc0%3d
1-هل يمكن إعطاؤنا لمحة عن البدايات.. من هم الكتاب الذين تأثرت بهم..؟** مثل كل الأدباء في الشرق والغرب، يبدأون بالشعر، أنا أيضًا بدأت مبكرا بالشعر، والزجل، وتأليف الشعارات التي رددناها في التظاهرات، أو كتبناها على الجدران.ولكنني تحولت سريعا إلى كتابة القصة القصيرة، حيث صدرت لي مبكرا مجموعة قصصية بعنوان (ما زالنا نحن الفقراء أقدر الناس على العشق- القدس 1984)، ثم قصة طويلة بعنوان (الحنون الجبلي- رام الله 1985) وقد يكون من الملفت أن المجموعة الأولى هي التي لم يزل قرائي، وهم عدد لا أظنه كبيرا، يذكرونها، ومع انتشار وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة، أتلقى رسائل من قراء يتساءلون أليس أنت صاحب (ما زلنا...)؟. أظن أن بعض الكتب، مثل كثير من البشر، ترتبط حيواتها، بحظوظها.
قرأت لكثيرين من الكتاب العرب والأجانب، من جبران خليل جبران والمنفلوطي، ومصطفى صادق الرافعي، إلى يوسف إدريس، وعبد الرحمن الشرقاوي صاحب (الأرض)، وتوفيق الحكيم، وطه حسين، وكُتاب مرحلة الستينات في مصر، والقاص سعيد حورانية، ومن الأجانب شدتني عوالم تولستوي، ودستوفسكي، ومكسيم غوركي، وفكتور هيجو، وأرنست هيمنجواي، وميخائيل شولخوف، وجنكيز ايتماتوف، والبير كامو، وجون شتاينبك، وفوكنر، وارسكين كالدويل، وماركيز، وميلان كونديرا، وماريا يوسا، وامبيرتو ايكو، وغيرهم كثر.وتعددت مطالعاتي في التراث، فقرأت ألف ليلة وليلة أكثر من مرة، والأغاني، والعقد الفريد، والمقامات، والحلاج، والمتنبي، والمعري، والجاحظ، وإخوان الصفا، والأدب الأندلسي، والمعلقات والشعراء الصعاليك، وفتنتني لامية الشنفرى، وتوقفت عند شاعر عظيم، هو طرفة بن العبد. ولم أفاجأ، عندما وجدت أن الكاتب اليوناني الكبير نيكوس كازينتزاكس اقتبس شعرا منه.في معتقل الفارعة العسكري، الذي افتتحته سلطات الاحتلال في بداية ثمانينات القرن الماضي، وكنت من الأفواج الأولى التي دخلته، سمحت سلطات الاحتلال للصليب الأحمر بإدخال مجموعة قليلة من الكتب الدينية والوجودية، وهناك اكتشفت ما يمكن أن أسميه الوجه الآخر لسيد قطب، وأقصد الجانب غير المعروف عنه، كمفكر وناقد وأديب، وبفضله تحمست لإعادة قراءة واستكمال الدخول إلى عوالم كاتب عظيم مثل نجيب محفوظ، الذي قدمه سيد قطب إلى الساحة الأدبية، وكذلك الانتباه إلى أهمية الكتاب المقدس الأدبية، من خلال تناول سيد قطب لأحد أشهر نصوص العهد القديم وهو نشيد الإنشاد.ماذا استفادت القومية العربية من إعدام سيد قطب؟ وماذا كان سيستفيد الإسلام، لو نجح ذلك الشاب في اغتيال نجيب محفوظ؟فلسطينيا، توقفت كثيرا عند إميل حبيبي، الذي يختلف معه كثيرون، وقد أوافقهم الرأي، في مواقفه السياسية والفكرية، ولكن لا شك بأن أدبه يشكل استثناءا في الأدبين الفلسطيني والعربي. وهو أحد كتاب المكان الفلسطيني النادرين، وبعض كتاباته مثل (اخطية) تشكل ذاكرة حيفا التي لا يمكن أن تمحا، بسبب عمل حبيبي هذا. اللغة والمكان بطلا أعمال إميل حبيبي.قد لا أستطيع تحديد الكتب والكتاب الذين أثروا فيّ، ولكن لا شك بأن أية عوالم قدمها الكتاب الكبار، الذين ذكرتهم، لها تأثير. الكتابة لا تأتي من فراغ.2 ـ تكتب القصة والرواية. فضلا عن البحث في التاريخ والتراث .. اين انت من كل هذا ..؟-قد يكون ذلك يعود لتنوع الاهتمامات، ولكن أيضًا ربما يعود إلى الفضول المعرفي، أردت، وما زلت، ولم أصل إلى نهاية الطريق، وأظنني لن أصل، ان أعرف هويتي كفلسطيني التي ورثتها بالجينات، ولكنني أريد معرفة كنهها معرفيا، وبصراحة لم أجد ما يساعدني على ذلك في الكتب التقليدية سواء المدرسية، أو تلك التي وضعها ويضعها أجيال من الكتاب "القوميين" أو "الوطنيين" أو "الاسلاميين"، انهم يكررون أنفسهم، ينتجون، ما ينتجونه على المكاتب.ويخيل إليّ، ان حياتي قد لا تكون أكثر من رحلة، لن تكتمل، بحثا عن الهوية.3 ـ * استوقفني إهداؤك رواية "المسكوبية" إلى ابنك باسل ، الذي كان عليه هو الآخر أن يكتوي بـ "الـمسكوبية"، وعمره (15 عاماً) . ..؟** ابني باسل (19 عاما الآن) هو أحد المضربين عن الطعام، في الإضراب الذي تخوضه الحركة الأسيرة، أو قسم منها الآن، ولم أتوقع، يوما، أن أعيش عمري كله في ظل الاحتلال، وأتزوج في ظل الاحتلال، وأنجب أبناء يُعتقلون في سجون هذا الاحتلال.. يبدو لي أحيانا أنه احتلال لا ينتهي، وأن يعيش المرء، أي امرؤ عمرا، في ظل احتلال، لهو تجسيد لأكثر الماسي الإنسانية تراجيدية وتأثيرا، ربما أهديت روايتي لباسل كنوع من الاعتذار، عن الفشل، وعن الانقسام، والاحتراب. وعجزي عن حماية الطفل الذي كانه من البطش الاحتلالي.صدقني عندما أنظر الآن، من نافذتي وأرى الأنوار الخافتة في منازل ناسنا، أشعر بفداحة قضاء ليلة أخرى في ظل احتلال. والصحو مبكرا ليستقبلوا يوما جديدا، من مكابدات احتلال قاس.. آه ما أقسى الاحتلال.4ـ أشار العديد من النقاد الى روايتك الجميلة "المسكوبية" .. واعتبروها عملا مختلفا ومتميزا بالنسبة لـ " أدب السجون" ..وسؤالي لماذا كانت هذه الرواية .. وكيف تراها انت ..؟-أظن ان اسوأ شخص يمكن ان يتحدث عن عمل له، هو الأديب نفسه، ولكنني مثلما حاولت دائما ان أكون صادقا، في ما أكتبه، فعلت ذلك في (المسكوبية).بالنسبة لي لا وجود في فعل الكتابة لأي نوع من الكذب، قد يكون هناك نوع من الكذب، أمارسه انا ويمارسه غيري في الحياة، خارج النص الأدبي، نتحدث بلغات مختلفة، في البيت، وفي المكتب، والشارع، نرتدي أقنعة مختلفة، ولكن بالنسبة للأدب فان الأمر بالنسبة لي مختلفا، وقد يكون هذا أحد الأسباب الذي جعلني اؤخر نشر بعض اعمالي التي كتبتها في عقد التسعينات حتى الان. المجتمع قد بتسامح مع اي شيء، الا الافكار المختلفة، وقول علنا ما نقوله سرًا.أعلم انه في العالم العربي، قطع الكُتاب شوطا مهما ولا يمكن إنكاره في كتابة إبداعية تحقق شرطها الفني والتاريخي، ولكن في الأراضي الفلسطينية، فان الحركة الثقافية تراوح مكانها، ولا مكان فيها لكتابة مختلفة، إلا فيما ندر. وأعجب كيف يتم الترويج لكتابات هي دون المستوى، ويصبح كتباها وكاتباتها، لأسباب غير إبداعية، ضيوفا على وسائل الاعلام الفلسطينية، وهي وسائل اعلام غير مستقلة، وانما متحزبة.5 ـ * يتسم أدب السجون بشكل عام بالتقريرية.. والتسجيلية.. والتأريخ.. مما قد يضعف بشكل ما العمل الإبداعي.. ما رأيك..؟ وهل ترى أنك استطعت فعلا تجاوز كل هذه الأمور لتقديم هذا العمل الجميل..؟** أتمنى أن أكون قد نجحت، أتمنى أن أكون قدمت شيئا من روايتنا ومن سِفرنا، وفي الوقت ذاته أشعر بالتقصير، وبالعجز، وأسأل نفسي دائما كيف يمكن أن أكتب مثلا عن صديقي عيسى عبد ربه الذي دخل عامه التاسع والعشرين في السجون؟. 29 ربيعا وشتاءا وصيفا وخريفا، 29 عاما لم يرَ فيها السماء كاملة، وإنما عبر الشبك، رآها مقسمة، مكعبات، مثل قطع حلوى البقلاوة. ليجرب أي شخص أن يرى السماء من خلال شبك، وليخبرني كم يمكن أن يصمد، وأي كابوس سيصيبه؟أظن أننا لم نكتب السطر الأول في ملحمتنا..! لم نكتب كيف يمكن أن تصبح رؤية السماء كاملة، أمنية..!6 ـ في تصريح لك تقول فيه : إنك استندت إلى بحث ميداني وتاريخي أنجزته اعتمادا على الرواية الشفوية والمدونات الخاصة والمذكرات، وتناولت قضية الأسرى خارج الصورة النمطية التي قدمها الأدب الفلسطيني والعربي وحاولت رد الاعتبار لإنسانية الأسير الفلسطيني..هل يمكن ايضاح تلك النقطة ..؟-لا توجد كتابة، أدبية أو بحثية، أو صحافية حقيقية، خارج البحث الميداني، رواية المسكوبية، هي بشكل أو اخر رواية مكان، كما لاحظ ناقد مستقل أعتز به كثيرا وهو الدكتور عادل الأسطة، والمكان الفلسطيني، غير مكتشف، ماذا نعرف عن أمكنتنا؟ لا أريد الاجابة عن السؤال، لأنها ستكون فاضحة، ماذا نعرف عن القدس؟ عن بيت لحم؟ عن رام الله؟ عن نابلس؟ عن جليلنا، عن نقبنا؟. ماذا نعرف عن طقسنا، وعن نباتاتنا، وعن حيواناتنا؟قرأت لكتاب متحققين تحدثوا فيها عن المكان الفلسطيني، وكأنهم يتحدثون عن أماكن في القمر، مثلا قرأت مؤخرا رواية (وادي الحوارث) للكاتب المعروف توفيق فياض، الذي يتحدث فيها عن مخيم الدهيشة وبيت لحم والقدس، ولكن هذه الأماكن التي خبرتها لم أجدها فيما كتبه فياض، ويمكن ان يقاس ذلك على كتاب اخرين، ومرده الاستسهال، وقلة الحيلة، وعدم احترام القاريء، والمكان.واتساءل ما المانع لوّ تم تقديم الرواية، إلى محرر ومراجع خبير في القدس مثلا؟ الأدباء اسوأ من السياسيين في عدم احترام الناس. النوايا الحسنة فقط لا تصنع أدبًا.أي كاتب في الغرب مثلا، تخضع دار النشر مؤلفه، للجنة قراءة، وبحث وتدقيق في معلوماته، في بلادنا يمكن ان تكتب أي شيء، وتنتمي لعصابة أدبية، أو سياسية، لتصبح كاتبا يشار اليك بالبنان. او ان تتخفى تحت اسم انثوي مستعار، حتى يسعى خلفك أدباء الشرق ادباء العُقد الجنسية الراسخة.أتعرض بشكل دائم للخديعة، أقرأ، ما يقوله الأدباء والنقاد عن عمل أدبي، وعندما أبحث عنه واقرأه، اكتشف بانني كنت مخدوعا، وان من كتب تقريظا له فعل ذلك مجاملة لصاحبه، او تقربا غير بريء من صاحبته.قد يساعدنا البحث الميداني، والاستعانة بعلوم أخرى، كالتاريخ، والجغرافيا، والاثار، والميثولوجيا، وعلم النبات، والحيوانات، والطقس، والفلكلور، والاساطير، على معرفة القليل لكي نبدأ الكتابة، وهذا ما أفعله، في ما اكتبه وليست (المسكوبية) استثناءا، وإن كان زملائي الكتاب والنقاد الذين قرأوا العمل، ثمنوا ذلك، ومعظمهم سألني: من أين أتيت بكل هذه المعلومات؟ رغم ان الرواية كعمل ابداعي، كما تعلم ليس فقط معلومات.الكتابة فعل جدي، بل بالغ الجدية. مثل ما يجب ان يكون عليه أي عمل اخر، مثل تشييد بناية، الرواية بناية، ومعمار، يستلزمها تخطيط هندسي، واختيار مواد البناء، ومعرفة أين يمكن وضع هذه اللبنة أو تلك.7 ـ لفت نظري اعتمادك على التقطيع، والانتقال من الحاضر إلى الماضي، والعودة ثانية إلى الزمن الحاضر، أي أسلوب الاسترجاع flash back .. لماذا ..؟** أجتهد في كل عمل جديد، سواء كان إبداعيا، أو بحثيا، أن يكون بشكل أو بآخر مغامرة في الشكل والمضمون، وأنا لا أفصل بينهما أبدا، ولست من الذين يتساهلون مع مضمون يحمل رسالة ما، على حساب الأسلوب والشكل، ولا أرى مضمونا جيدا، بدون شكل مناسب، وأعتقد بأنني في (المسكوبية) ذهبت بعيدًا في التجريب الروائي، مستفيدًا من الأساليب البحثية والصحافية، مثلا، وليس فقط الفلاش باك.ورغم نجاح هذا الأسلوب، حسب الأصداء التي تركها العمل لدى النقاد والقراء، فإنني لن أعود إليه مرة أخرى، وهو ما سيلمسه القارئ مثلا في روايتي (قبلة بيت لحم الأخيرة) وهي تحت الطبع الآن، ومن المتوقع أن تصدر في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وكذلك الأمر في عمل آخر، يحمل اسم (مجانين بيت لحم) عن تجربة المجانين العرب والفلسطينيين في مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم. لا يجب أن تشبه بناية، مهما كانت جميلة، بناية أخرى، وإلا لما كنا قدمنا جديدا.8 ـ أيضا، الملفت محاولتك الغوص في نفسية المعتقل وصراعاته الداخلية في مختلف المراحل والتجارب التي يمر بها كصاحب حق وصاحب قضية، (لا يوجد خلاص لك من زنزانتك إلا أن تكون نفسك، صاحب قضية، تريد أن تنتصر على محقق يجب أن تراه مجرد خادم يدافع عن قضية خاسرة)..؟** عندما يُحشر المرء في الزاوية، أية زاوية، يُنشط أدوات الدفاع الذاتي، التي تكون كامنة، وعليه اكتشافها، وقد لا يكون اكتشافها سهلا، ولكن في معركة الإرادة، يحقق بعض الأسرى انتصارات هنا وهناك، في حين يخفق كثيرون، الأسر، تجربة حياتية وإنسانية بامتياز، بالإضافة إلى المعاني الوطنية والرمزية، تكشف مكنونات النفس البشرية، أكاد أجزم أن الشخص الذي يخوض هذه التجربة، لن يكون نفس الشخص، بعدها، سواء كان هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا، أو مدمرا.نحن قبل السجن، لسنا الذين في داخله، أو الذين خرجنا منه. كم أسيرا تحرر، وتجاوز التجربة إيجابيا ليحولها إلى فعل إنساني محترم؟ وكم أسيرا خرج لينضم لأجهزة السلطة الأمنية ويمارس التعذيب، الشبيه بما مورس عليه من قبل الإسرائيليين؟.9 ـ تعتمد التبسيط الكبير في اللغة بشكل عام سواء في روايتك تلك أو قصصك الأخرى.. هل هي سمة وميزة أم أن العمل يفرض مستوى اللغة وتراكيبها..؟** ما تسميه التبسيط، هو بالنسبة لي مرحلة متقدمة في تطوري الأدبي، وحتى إشعار آخر، فإنني سأبقى متمسكا بالاقتصاد اللغوي، والجمل القصيرة، وتقديم لغة بقدر ما تستفيد من الفصحى، فإنها تستفيد من التراث الغني للغة المحكية.10 ـ كان ملفتا أيضا ذلك التداخل المكاني والزماني في هذه الرواية.. المسكوبية وكيف تأسست، ومن ثم كيف تحولت من مكان حج روسي إلى معتقل..** المسكوبية، هي بشكل آخر كما ذكرت، رواية مكان، رواية القدس، قدسي أنا في فترة معينة، لكل منا قدسه، قدسه الواقعية والرمزية، القدس مثل المدن العظيمة الأخرى، لا تقدم نفسها بسهولة، وكثيرون يعيشون فيها ويرحلون عنها، دون أن يلامسوا إلا سطحها الخادع، رغم أنهم يظنون أنهم عرفوها.أما المسكوبية كمبنى، فهو إحدى أولى البنايات، التي شيدت خارج أسوار بلدة القدس القديمة، كانت خطوة بالغة الأثر لمدينة تتحسس خطواتها نحو حداثة من نوع جديد، تداخلت فيها صراعات دول عظمى. خاضت حروبا فيما بينها عنوانها النفوذ على أرضنا مثل حرب القرم.المسكوبية كانت مدينة روسية حقيقية، داخل القدس، استولى عليها البريطانيون، الذين انتصروا في الحرب العالمية الأولى، وحولوها إلى سجن، لقي الكثير من المقاومين الفلسطينيين والعرب حتفهم فيها، واستكمل الإسرائيليون المهمة، وبالإضافة إلى ذلك استولوا على الرواية، فخصصوا متحفا في أحد جوانب المبنى لما يصفونه تخليدا لنضالات رجال الحركة الصهيونية، الذين عُذبوا وأعدموا في المسكوبية على أيدي البريطانيين.إذن المكان هو أيضًا ميدان لصراع على الرواية. هي معركة شرسة، الطرف الآخر لديه الانتباه لأهميتها وخطورتها، أما نحن..؟؟!! فما زلنا نمجد مواضيع الإنشاء المملة.11ـ تناولك بإسهاب لمعطيات العالـم السفلي الفلسطيني من خلال المعتقلين الجنائيين مع المعتقلين السياسيين.. ساهم بشكل ما في تسليط الأضواء عليهم وعلى دورهم..؟** حاولت في المسكوبية تقديم العوالم التحتية لمدينة القدس، وهو عالم غني جدا، وتتداخل فيه العلاقات مع العوالم "الفوقية" أو "السطحية" إن جاز التعبير.وأود هنا الإشارة، إلى أنه في حين أن المعتقلين السياسيين، لديهم القدرة، لأسباب كثيرة، على إسماع صوتهم، فإن هذا الأمر مفقود، وأيضا لأسباب كثيرة عند المعتقلين الجنائيين، حتى أن قضاياهم، تغيب عن اهتمامات الرأي العام، ولا نعرف حتى عدد معتقلينا من هذا النوع في سجون الاحتلال.لا يوجد فصل ميكانيكي، كما أوضحت في روايتي، بين عالمي الجنائيين، والسياسيين، ففي كثير من الأحيان، يتبادلان الأدوار، وهناك من اعتقل جنائيا، ليعود إلى السجن سياسيا. الاحتلال عندما يمارس سطوته، فإنها تشمل جميع من يقع عليهم الاحتلال. ولا يترك حتى للجنائيين أن يستمروا في عيش حيواتهم التحتية..!!، أعرف مثلا، لصوصا تحولوا إلى مقاومين، نفذوا عمليات ضد الاحتلال. وأعرف مناضلين تحولوا إلى لصوص، وأعرف مساجين جنائيين، في سجن المسكوبية، حالوا دون انهيارات مجموعة من الأسرى الأطفال في التحقيق القاسي في زنازين هذا السجن.12 ـ كما تناولت أيضا السجان الذي سلبه عمله الطويل في السجون الروح الإنسانية بحيث صار التعذيب جزءاً من هويتهم وطبيعتهم.. وأشرت إلى هذه الازدواجية والتناقض بين حياتهم في السجن وحياتهم خارجه مع عائلاتهم..** تطرقت إلى هذا الجانب ولكن ليس بشكل تقريري أو اتهامي ساذج فتلك مهمة السياسيين، ولكن من خلال ملاحظاتي على نفسيات السجانين، السجان وهو يسجن السجين، يصبح سجينا مثله.بطل رواية المسكوبية يستهزئ بالمحقق، الذي يقول للأسير الذي يخضع للتعذيب، بأنه سيقضي ليلته مشبوحا، بينما المحقق سينام ليلتها في بيته هانئا. أي نفسية هذه التي يمكن أن تكون لشخص، يعلم أنه ترك إنسانا آخر معلقا يرتجف من البرد، ومن الخوف؟. ماذا يمكن أن يسمى ذلك في علم النفس؟لا تتوفر لدي معلومات عن مصائر سجانين إسرائيليين مارسوا التعذيب في سجون الاحتلال، ولكن لا أظن أنهم يستطيعون أن يتخلصوا بسهولة عن ما يثقل ظهروهم.تعرفت وأنا طفل، على مسن فلسطيني، عمل سجانًا في سجن عكا، في زمن الاحتلال البريطاني، واستمعت إلى حكاياته كـ "عبد مأمور" ويخيل إليّ الآن أنه عاش عمره لكي يجد تبريرا لحياته السابقة، ولو من خلال حكايته للطفل الصغير الذي كنته.السجين والسجان، لا يكونا نفس الشخص، قبل وبعد تجربة السجن، أظن أن السجن، يسكن، ويتوطن النفوس، ويعيش فيها لفترة طويلة جدا، رغم مكابرة البعض وإنكارهم13 ـ من خلال قراءاتك.. كيف تقيم "أدب السجون" في فلسطين، شعرا ونثرا، وهل ترى أنه أعطى السجين حقه أو استطاع أن يقدم تجربته في السجن لاسيما ونحن نعيش تجربة متميزة للنضال الفلسطيني في السجون الإسرائيلية هذه الأيام..؟** من الصعب بالنسبة لي إصدار أحكام قيمة في هذا الموضوع لسببين، الأول لأنني لست ناقدًا، والثاني صعوبة الاطلاع على كل ما صدر مما يصنف ضمن أدب السجون، ولكن من خلال ما اطلعت عليه، فإنني أرى أنه أقل بكثير من الملحمة الكبرى التي عاشها شعبنا الفلسطيني في السجون.واعتقد أن تقديم تجربة حياتية مثل تجربة الحركة الأسيرة، يحتاج قبل أي شيء إلى الصدق، فلا وجود لأدب عظيم بدون الصدق، ولكنني سأغامر لأقول، ليس فقط عن أدب السجون ولكن عن معظم ما قرأته من أدب كتبه فلسطينيون، أنه يفتقد الكثير من الصدق.وعودة لأدب السجون، أود أن أشير بأنني التقيت مؤخرا، أسيرات، من مختلف الفصائل، على هامش احتفال بهن تحدث فيه ثلاثة وزراء، وتحدثن بمرارة عن أن المجتمع يحتقرهن بكل ما في الكلمة من معنى بشع، ويحاسبهن على أمور لم تحدث، والمقصود، التحرش الجنسي بهن من قبل السجانين، أين مثل هذه القضية مثلا في أدب السجون؟.لقد كتبت مؤخرا بعد حديثي مع الأسيرات عن أنهن ضحية العقد الجنسية لمجتمعنا، وتساءلت عن موقف المجتمع والفصائل التي تنظم النساء الفلسطينيات عن موقفها لو أن أسيرة تعرضت للتحرش فعلا أو حتى الاغتصاب؟. هل يمكن مثلا تناول تجربة الأسيرات إبداعيا دون التطرق لمشاكلهن المؤرقة مثل هذا النوع، والتي تحدد مصائرهن الشخصية؟.المجتمع يحاسب المرأة، إذا تخلت عن خطيبها أو زوجها الأسير، ولكنه يشجع من طرف خفي، الخطيب أو الزوج الذي يتخلى عن الأسيرة.ما زلنا نبتعد عن مساءلة قضايانا، وندفن رؤوسنا في الرمال، الوزراء كانوا يكذبون وهم يتحدثون عن بطولات الأسيرات اللواتي يردن حل قضاياهن الملحة، وربما لا يكون ذلك غريبًا وأقصد كذب الوزراء والسياسيين، ولكن ماذا عن الأدباء والأديبات؟ يبدو لي أن الجميع استمرأ الكذب. لذا فإننا نكتب أدبا لا يقرأه أحد. ولا يرقى إلى مستوى تجربتنا.نحن لسنا أبطالا، نحن بشر، فعلنا مثلما يفعل البشر في أي مكان يمكن أن يتعرضوا فيه لظلم، حاولنا أن نقاوم الظلم، والاحتفاظ بإنسانيتنا، هل نجحنا في ذلك؟ ربما الأدب الحقيقي يحاول الإجابة عن ذلك، وليس ذلك النوع من الكتابات، الذي يُقدر عاليا تجارب العنتريات العربية. والمخلص لإرث طويل من بطولات السير الشعبية.14 ـ سؤال أخير حول أدب السجون.. حيث يرى البعض أن الأدب العربي كله أدب سجون، لأن الأديب العربي مقيد، حتى وهو في بيته، بقيود فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية.. فما بالك بمن هو في السجن .. ما رأيك..؟** قد يكون هذا تعريفا فضفاضا، ولكن لا أظنه صحيحا، في تجربة العيش تحت الاحتلال، فما بالك تجربة السجن، تختلف كثيرا عن الحياة والسجن في مجتمعات تحكمها أنظمة مستبدة، وقد تكون متساوقة مع الاحتلال. ورغم ذلك أقول، إنه لا يمكن المفاضلة بين سجن وسجن آخر، السجن سجن، حتى لو كان خمسة نجوم.عموما أنا قرأت تجارب أدبية لكتاب جربوا السجون العربية منذ الستينات، وهي في معظمها تسجل حالات إنسانية بأساليب لافتة، رغم ما في بعضها من محاولات تهويل، وتصفية حسابات.ولكنني استغربت مثلا ما تناوله كاتب كبير مثل عبد الرحمن منيف، في روايته (شرق المتوسط) التي أغفل عمدا تحديد مكان معين تجري فيه، وأظنه لو فعل ذلك، ربما لكانت روايته الجميلة، أكثر حميمية.15 ـ اذا انتقلنا الى قصصك .. يلاحظ ان كتابتك علوقة بالمخيم وأهله.. وأحداثه.. حتى لكأنك تحاول التأريخ للمخيم؟!..-بعض الزملاء من الكتاب همس لي بانني كتبت الكثير عن المخيم، وان لي ان اتوقف عن ذلك، ولا أعرف لماذا، ما جاء في سؤالك، لا أعتبره مأخذا، يمكن ان يمضي الكاتب عمره في الكتابة عن مكان ما، ولكن السؤال هو كيف كتب وماذا كتب، ومن اية زوايا قدم تلك التجربة او التجارب؟أتمنى لو كان ما قلته في سؤالك صحيحا، رغم ان حقيقة الامر، ان روايتي المسكوبية هي رواية مكان عن القدس، و(قبلة بيت لحم الأخيرة) جهدت لتقدم مدينة بيت لحم، ربما لأول مرة إبداعيا، وبهذا الشكل، ومخطوطتي (ثعالب الصحراء) تستعيد المذبحة التي تعرض لها رهبان أحد أقدم الاديرة في العالم وهو دير مار سابا في برية القدس، خلال الحرب الاهلية في فلسطين، والمسكوت عنها، عندما الت البلاد الى العباسيين.لقد دفع الفلسطينيون ثمنا باهظا نتيجة تلك الحرب، واتساءل اين هي، وغيرها من الأدب الفلسطيني؟16 ـتزدحم قصصك بالكثير من الشخصيات ويبدو حبك لها واضحا, الفلسطينية منها بالطبع، اليس ذلك انحيازا يضر بموضوعية العمل الادبي, كما يعتبره بعض النقاد؟-أعتقد ان الشخصيات، تحاول ان تمتلك مقومات التطور الذاتي، وتستقل عن الكاتب، الذي بدروه قد يرتكب حماقة، للوقوف في وجه هذا التطور، لعلني فعلت ذلك احيانا، انا متأكد بانني ارتكبت الكثير من الحماقات سواء فيما كتبته، او فيما عشته ولم اكتبه. وربما هذا ما جعلك تتساءل عن الضرر الذي أصاب العمل الأدبي.17 ـ لماذا لجأت الى تكرار ظهور بعض الشخصيات في غير قصة من قصص مجموعة " انثيالات الحنين والأسى" مثل أبي تيسير، والحاجة نفيسة، وباسل ..؟-هذا جزء من اللعبة الفنية في هذه المجموعة، ومحاولة لإعطاء هذه الشخصيات مساحة أوسع لتقدم نفسها، للقراء، بعد ان حرمتها ظروفها القاهرة، من ان تعبر عن نفسها، بعد سنوات قضتها في الدفاع عن وجودها الواقعي، بعد تعرضها للتطهير العرقي، وفقدان أرضها، وكيانها، وتبعثر هويتها.قصص هذه المجموعة عن أجيال من اللاجئين الفلسطينيين، تتقاطع مصائرهم، على خلفية العواصف العاتية التي ما زالت تضرب الأرض المقدسة.18 ـ يرى البعض ان اعتمادك تتابع الحكايات في القصة الواحدة جعل شكل القصة فضفاضاً بحيث يمكن إضافة حكايات أخرى أو حذف حكايات، مما اضعف بنيان القصة ..؟-الشق الأول من السؤال اتفق معه، ولماذا لا تكون القصة "فضفاضة"؟ لماذا لا يكون على القاريء، ان يقول الكلمة الاخيرة فيما قرأه؟ مرة أخرى هذا جزء من لعبة فنية لدي شكوك في نجاحها، وهذا ما يبرر القسم الثاني من سؤالك.19 ـ ايضا انتقد بعض النقاد لجوءك في بعض القصص الى مقدمة طويلة فيها اسهاب في الوصف مثل قصة “طوشة الشلن” او قصة “خبر العنتري” “انثيالات الحنين والأسى”، مما يضعف القصة ويؤثر سلبا على القارئ ..؟-في هذه المجموعة، ثمة اجتهاد لغوي، كنحت كلمات جديدة، وتفصيح كلمات عامية، واستدعاء كلمات مستخدمة على نطاق واسع، ولها أصل في الفصحى، أو هي اصلا فصحى، ولكن شخصيا لم أكن اعرف ذلك، الا بعد توسع القراءات خصوصا في كتب التراث، لاكتشف سحر هذه الكلمات.لا أرغب بمعارضة الرأي الذي يرى بان ذلك أضعف القصص، واثر سلبا على القاريء، على الاقل ان تأثيرا ما حدث للقاريء الذي تكبد عناء القراءة مشكورا.20 ـ الى أي مدى يسمح للموضوع الفلسطيني ان يطغى على فنية القصة وشكلها، خاصة وان البعض يتهم النص الفلسطيني بأنه مباشر وانفعالي..؟-لا لا يجب ان يُسمح للموضوع الفلسطيني او أي موضوع ان يطغى على فنية القصة، هذه كارثة براي، وإذا كان ما ذكرته راي للبعض فيما كتبته فإنني احترم هذا الراي، وسيكون حافزا لي على ايلاء الفن الاهمية القصوى، فلا ادب جميل خارج شكله.اذا اراد احد ان يكتب بشكل مباشر وانفعالي كما تقول، فليكتب بيانا، ويصدر تصريحا..!!بالنسبة لي كل عمل هو أولا وقبل أي شيء، مغامرة في الشكل الإبداعي، وإن لم يكن كذلك فلن اكتبه مهما كان الموضوع مؤرقا.21 ـ ايضا الى أي مدى يجب ان يلتزم الكاتب بالواقع والأحداث.. والى أي مدى يمكن ان تتدخل مخيلته الإبداعية في رسم هذا الواقع ..؟-الأدب، ليس كما يظن الكثيرون، ليس نقلا أو حتى انعكاسا للواقع، أو صورة عنه، وإن كان قد يبدو كذلك، ربما يكون رصدا للواقع في تحولاته وتعقيداته، لذا فلا اظن ان هناك أدبا مهما يلتزم بشكل ميكانيكي بالواقع والأحداث، وحتى لو حاول ذلك فانه لن ينجح.الشخصيات "الواقعية" عندما تظهر على الورق، تُخلق من جديد، وتجهد لتحديد مصيرها بنفسها، وأحيانا بشكل مستقل عن الكاتب. الأدب في النهاية ليس واقعا انه نتاج مخيلة ابداعية.22 ـ كتب الكثير عن مخطوطات البحر الميت .. ما الجديد الذي أضفته في كتابك "مخطوطات البحر الميت قصة الاكتشاف" ..؟-سؤالك هذا انا طرحته على نفسي وعلى القراء، خصوصا وانه ليس لدي اية اوهام او مزاعم عن اهمية ما اكتبه. وأسأل نفسي دائما ما هو الجديد الذي يمكن أن أقدمه؟ وتكون الاجابة في أغلب الاحيان ليست في صالحي. أي شيء كتبته، عندما أعيد قراءته، أُدرك بانه كان يمكن ان يُكتب بشكل فضل من ذلك بكثير.ولكن في هذا الكتاب استطيع ان اقول، بانني قدمت لأول مرة رواية فلسطينية-عربية، او بشكل اكثر تحديدا، رواية بقلم كاتب فلسطيني-عربي، ومن وجهة نظره لموضوع ما زال يشغل الباحثين في مختلف العالم، وبالطبع في الدولة العبرية، ويصدر عنه كتب بانتظام، رغم ان الموضوع يفترض انه يتعلق بنا وبتاريخنا وبإرثنا.لقد قدمت في هذا الكتاب، رواية غير استشراقية، وغير اسرائيلية، لقصة اكتشاف هذه المخطوطات، على لسان أحد ابطالها وهو محمد حمّاد. الذي ما زال صحافيون وباحثون وكتاب من مختلف أنحاء العالم يقصدونه ليقدموا، بشكل دائم وممل، قصة استشراقية عن الولدين البدويين اللذين اكتشفا المخطوطات التي ظلت محفوظة في باطن صحراء البحر الميت، الفي عام، صدفة.أعلم ان بعض الكتاب العرب، كتبوا عن الموضوع، وقرأت عن فلم تسجيلي أُنتج في سوريا عن الموضوع، ولكن غياب البحث الميداني، ومعرفة صحراء البحر الميت، التي لم يقدم الجغرافيون والاخباريون العرب والمسلمون، عنها وعن فلسطين ارثا معرفيا، مهما او حتى غير مهم، لا شك سيضعف أي كتابة عن الموضوع. وبدلا من ذلك تواروا خلف ما يعرف بأدب الفضائل.ولقد أزعجني، ويزعجني، كثيرا الطريقة التي تعامل فيها جل الرحالة العرب والمسلمين مع البحر الميت مثلا، لقد احتقروا بحرنا هذا، والصقوا به، مأخوذين بالقصة الدينية التوراتية، التي نقضتها الابحاث الاثرية والتي نفذها إسرائيليون وأجانب، اسماءا واوصافا تعبر عن ذلك الاحتقار، مثل تسميته ببحر الشيطان، والبحيرة المنتنة، وعشرات من الأسماء الأخرى.انا منحاز للكتابة البحثية الميدانية، ولا أشجع أحدا للكتابة عن أمكنة لم يخبرها ولم يدرسها، وخلال تجوالي البحثي الذي لم يتوقف، اكتشفت الكثير، مما ورد في كتابات البحاثة العرب المعاصرين والاقدمين، والتي تبعث على الضحك، وهي في مجملها إعادة انتاج للرواية التوراتية لتاريخ فلسطين، ولا استثني من ذلك احدا حتى كُتاب بحجم ياقوت الحموي، والحنبلي، وابن بطوطة، كل ما كتبه هؤلاء وغيرهم عن فلسطين بحاجة الى مراجعة جذرية.وربما يكون الاستثناء، الذي يؤكد القاعدة، هو المؤرخ الفلسطيني المقدسي البشاري، ولا أعرف لماذا حتى الان لم يتم انصافه، رغم ان ما كتبه يعتبر متقدما بالنسبة لما كتبه غيره.
جريدة السبيل
http://www.assabeel.net/رواق/88646-الأديب-أسامة-العيسة-لم-نكتب-بعد-السطر-الأول-في-ملحمتنا.html
Outstanding post however , I was wanting to know
ردحذفif you could write a litte more on this subject?
I'd be very thankful if you could elaborate a little bit more. Cheers!
Feel free to surf my blog post - latest epl transfer news 2008
What's up, all is going sound here and ofcourse every one is sharing facts, that's in fact excellent, keep up writing.
ردحذفHere is my weblog : liverpool transfer news january 2013
Does your website have a contact page? I'm having problems locating it but, I'd like to send
ردحذفyou an e-mail. I've got some suggestions for your blog you might be interested in hearing. Either way, great website and I look forward to seeing it grow over time.
Also visit my blog post ; pizza games miniclip
Based on my research, after a the foreclosure home is offered at a sale,
ردحذفit is common with the borrower to be able to still have a remaining balance on the mortgage.
There are many loan providers who aim to have all charges and liens paid off by the following buyer.
Even so, depending on sp programs, polices, and state legal guidelines there may be a few loans that are
not easily solved through the transfer of personal loans. Therefore, the responsibility still falls on the consumer that
has acquired his or her property in foreclosure. Thanks for sharing your thinking
on this blog.
my website ... dating online website
Very good written post. It will be helpful to anybody
ردحذفwho utilizes it, including yours truly :
). Keep up the good work - i will definitely read more posts.
Feel free to visit my blog :: facebook for sex
One more thing I would like to mention is that rather
ردحذفthan trying to accommodate all your online degree training on times that you complete work (since the majority people
are fatigued when they go back home), try to obtain most
of your classes on the saturdays and sundays and only 1
or 2 courses for weekdays, even if it means a little time away from your weekend.
This pays off because on the weekends, you will be extra rested as well as concentrated for
school work. Thanks a lot for the different suggestions I have acquired from
your blog.
my website - chat dating online free
One other issue issue is that video games usually are serious naturally with the major focus on knowing things rather than enjoyment.
ردحذفAlthough, it comes with an entertainment factor to keep your children engaged, every single game is usually designed
to improve a specific set of skills or curriculum,
such as cs or science. Thanks for your publication.
Visit my blog :: scratchwiki.shirky.com
A further issue is that video games are usually serious as the name indicated with the major focus on understanding rather than fun.
ردحذفAlthough, we have an entertainment element to keep the kids engaged, each game is often designed to work towards a specific experience or course,
such as math concepts or technology. Thanks for your publication.
Also visit my page; http://wiki-paesaggio.arc.uniroma1.it/index.php?title=Discussioni_utente:RosarioGa