ما
هي الأخطاء أو المطبات التي يمكن أن يكون وقع فيها صحافي مخضرم مثل حمدي قنديل
(1939-2018م)؟
ردا
على مثل هذا السؤال، أبدى قنديل الذي رحل عن عالمنا أمس، في إحدى المقابلات
التلفزيونية معه، ندمه على إجراء مقابلات مع قادة وكوادر من الإخوان المسلمين،
عندما كانوا في سجون عبد الناصر، وكان هو يعمل في التلفزيون الحكومي، أو تلفزيون
النظام.
يمكن
تخيل موقف الصحافي المسلح بالكاميرا، في مواجهة معتقلين سياسيين، مغلوب على أمرهم،
عانوا من التعذيب والظلم، مطلوب منهم الإدلاء باعترافات، أو اعتذارات ضمن سياسة
التلفزيون الرسمي التوجيهية، وهو الذراع الأهم، لتزييف الوعي الجمعي، الذي استمر
كذلك لفترة طويلة في أيدي الأنظمة القمعية.
إجابة
قنديل، الذي تنوعت تجاربه الإعلامية، تؤشر إلى مطب الصحافي الحكومي، وصحافي
النظام، عندما يكون مجندًا في خدمة أجندة معينة، ومطلوب منه أن يصرخ على الدوام أنه
ضد أصحاب الأجندات.
سيحظى
قنديل باحترام الجمهور، في تجاربه الإعلامية المختلفة، والتي لم تصمد كثيرًا،
فتنقل بين القنوات الفضائية العربية، ولكنها جميعا لم تحتمل حريته.
لن
يذكر القراء صحافي النظام إلا بالبصاق، أمّا أمثال حمدي قنديل، الذي عنون سيرته
الذاتية بـ (عشت مرتين)، سيعيشون حيوات كثيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق