هذه
الطفلة، في الصورة، اسمها ياسمين الشام، عمرها ثلاثة أعوام، من مخيم الدهيشة، أعدم
المحتلون والدها الممرض اليوم.
هي
لا تعرف اسم المخيم الذي تسكن فيه، ولماذا ولدت أصلاً في مخيم؟ ولماذا سميت ياسمين
الشام؟ ولا تعرف اسم والدها، أو أن الرجل الذي اعتاد على حملها وحضنها هو والدها.
هي تشمه، وتشعر بحنانه، ولكنها منذ اليوم لن تتمكن من شمه وستحرم من حضنه.
أهالي
مخيمنا يتهمون الاحتلال بإعدام والدها الشهيد رمزي أبو يابس، ولكن أحد الفصائل نعى
الشهيد وأعلن أنه: "استشهد بعد تنفيذه عملية دهس بطولية شمال الخليل، أسفرت عن
إصابة 3 من جنود الاحتلال بينهم حالة خطرة".
عندما
تكبر ستسأل ياسمين: ما هو الهدف السياسي من العملية؟ وهل خُطط لها بعناية؟ وكم
عملية دهس نحتاج حتى تحقيق الهدف؟ وهل سيقرب تحقيقه تحرير البلاد والعباد؟ ولماذا
اختير رمزي مسؤول التمريض في مستشفى الجمعية العربية؟ هل سيخدم المجتمع ميتا أفضل
من أن يكون حيّا؟
وما
هذا التشابه في المعلومات التي وردت في نعي الفصيل لرمزي، مع الادعاءات
الاحتلالية: أطلق النار على منفذ عملية دهس، أصيب فيها ثلاثة جنود، وهي حكاية لم
يصدقها أهالي مخيمنا، وربما لن تصدقها ياسمين عندما تكبر، وتكبر أزهار الياسمين في
قلبها، لتعبق رائحتها ليس فقط في فلسطين والشام، وإنما في كل هذه المنطقة من الشرق
التي ما زالت من ألفي عام ترنو للانعتاق، ويولد فيها الأطفال كمشاريع موت متكرر،
كما في فلسطين، في اليمن، وفي سوريا، وفي بلاد الرافدين.
يسقط
الاحتلال وملوك النفط وسفاحي الممانعة وفاشيست العروبة..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق