في
عام 1938م، طلب بن غوريون، من الفيلسوف اليهودي مارتن بوبر، أن يمارس ضغطا على عدد
من الشخصيات العالمية الاعتبارية لتدعم الصهيونية علنا.
وحسب
ايلان بابيه، في كتابه (عشر خرافات عن إسرائيل-ترجمة سارة عبد الحليم)، فان الحركة
الصهيونيّة، شعرت بان دعم غاندي لها، وهو يقود حركة تحرر، سيكون مفيدًا لها على
وجه الخصوص.
موقف
غاندي جاء مكتوبا في مقالة له نشرت في صحيفة هارجيان الهندية بتاريخ 11 نوفمبر
1938م، في خضم الثورة الفلسطينية الكبرى.
أعلن
غاندي، أنه يتعاطف مع اليهود، الّذين تعرضوا لمعاملة غير إنسانية واضطهاد لقرون،
ولكنه أكد: "إن تعاطفي لا يعميني عن متطلبات العدالة. والدعوة لإنشاء وطن
قومي لليهود لا تعني لي كثيرًا؛ فمشروعيتها مستمدة من الكتاب المقدس ومن الإصرار
الّذي أبداه اليهود في تلهفهم للعودة إلى فلسطين. لماذا لا يعمل اليهود –شأنهم شأن
كل شعوب الأرض- على أن يجعلوا وطنهم هو البلد الذي ولدوا فيه ويكسبون رزقهم على
أرضه".
وأضاف:
"إن فلسطين تنتمي للعرب مثلما تنتمي إنجلترا للانجليز وفرنسا للفرنسيين. وانه
من الخطأ وغير الإنساني فرض اليهود على العرب...من المؤكد أنه ستكون جريمة ضد
الإنسانية لو تم إخضاع العرب حتى يمكن تسليم فلسطين لليهود، سواء بشكل جزئي أو
كامل، كوطن قومي لهم".
رد
بوبر على غاندي، ولكن الأخير تجاهله، متمسكا بموقفه الأخلاقي..!
لماذا
يغيب خطاب غاندي عن الأجندة الفلسطينية الإعلامية، إذا وجدت، لدى مخاطبة العالم،
بقوة ناعمة مؤثرة (إذا وجدت أيضا)؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق