كنت
صغيرًا.. وكان كبيرًا، كادحا، ولكنّه كان صديقي..!
عاش
فترة في غزة ومصر وحمل ثقافتهما، كنت أرى فيه نموذجا للعامل البروليتاري، وممثلاً
لطبقة البروليتارية التي كنت أقرأ عنها في الكتب. يذهب إلى عمله في القدس ويعود
إلى مخيم الدهيشة راكبا دراجة هوائية. ربما لا تستغرقه الطريق سوى عشر دقائق، أو
أكثر قليلاً.
يبدو
الأمر الآن حلمًا..! والقدس محاصرة والأرض المحتلة تحوّلت إلى أرخبيل مكون من 200
غيتو، على الأقل.
كتبت
عنه مقالة في صحيفة الطليعة المقدسية بتاريخ 16 آب 1984م، حول نزاع عمل، اثر إصابته
في مكان عمله وتنكر صاحب العمل لحقوقه.
أتذكر
كيف كان الحسّ النقابي عاليًا، وشعبنا يواجه الاحتلال مباشرة، ولكن الأمر لم يخلو
من المزاودين من التنظيمات اليسارية المتطرفة التي تحرّم العمل النقابي في ظل
الاحتلال، ومقارنة ذلك بواقعنا حيث أُممت النقابات العمالية والاتحادات الأدبية
والزراعية، التي يقودها من ليسوا عمّالاً أو كُتّابًا أو مزارعين، وتحوّل
المزاودون (وغير المزاوردين)، من أقصى اليسار إلى أقصى الانبطاح.
رحل
اليوم أبو رياض، والعودة إلى الفالوجة، أضحت أبعد من أي وقت مضى..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق