شَحّاذ جَبَع..!

 

"تصريح الرئيس، كان بمثابة التصريح، لرؤساء التحرير، وكُتّاب الأعمدة، لتناول، بشكل معمق، ما قصده الرئيس بذكر شَحّاذ جَبَع، وكتب أحدهم انه يعرف شَحّاذ جَبَع شخصيًا، وانه مكتفٍ ماديًا لثروته التي جمعها بِعَرَق يديه، ومعنويًا، بأولاده وأحفاده، وعاطفيًا، بزوجاته الأربع، واجتماعيًا، بجيرانه، ومعونة الشؤون الاجتماعية، ولذا فإنَّ وجوده على المفرق، غير ضروري، ومضر للقضية الوطنية. وطالَب آخر، بشكل مضمر، ممن وصفهم بالأحرار، التخلص مِنْ شَحّاذ جَبَع، وكل المتخاذلين.

أثارت مثل هذه المقالات، استياءً شعبيًا، وتعاطفًا مفاجئًا، مع شَحّاذ جَبَع، ما جعل الصُحُف، تُغير موقفها من الشَّحَّاذ، أو الأصح، أنّها نشرت آراءً مختلفة حوله.

بعد فترة، مِنْ إثارة الشَّحَّاذ، لكل هذا الجدال حوله، اختفى فجأة، مثلما ظهر. الشخوص في الواقع، ليسوا مثل الحكايات، يظهرون ويختفون، بدون مبرر دراميّ أو فنيّ، وحلّ محله، وعلى مفارق أخرى، شحاذات مُحجبات، ومنقبات، وأُخريات تَمَيّزن بتبرج فاقع، وبعضهن يحملن رُضّعا، وجميعهن متسربلات بأثواب سوداء طويلة، ولكنهن، وهنا يمكن وضع علامات التعجب، لم يثرن اهتمام الرُكّاب أو السائقين.

خاتمة هذه الحكاية، ليس لها علاقة بنية الكاتب، لإحداث وقع لدى القارئ، كعادة كُتّاب القصة البارعين الحداثيين، الذين يجهدون، لاختيار كلمات موفقة تناسب قَفّلِة القصة، كاشفة عمّا غمض، أو مُضيفة غموضًا محببًا، أو مثيرة للتساؤلات، أو كومضة، وغير ذلك، مما يعرفه القراء ويتوقعونه، مِنْ كُتّابهم المفضلين، ولكن هذا، في الواقع ما حدث..!"

من قصة ( شَحّاذ جَبَع الغامض)

#رسول_الإله_إلى_الحبيبة