واجه سليمان
الهذالين، نكباته اليومية، بالسخرية؛ جنون؛ في عالم مجنون...!
تعرفت على سليمان، في
شهر آب 2011م، في خربة أم الخير، مع ربعه الذين يسكنون الخيام والمغر والكهوف،
محاطين بالمستوطنين، الذين يعيشون، في رفاهية أوروبية، لا يعكر صفوهم، سوى وجود
سليمان، ودخان طابونه..!
كان سليمان يرتدي
طاقيتين، واحدة صفراء، رمزًا لفتح، وأخرى خضراء، رمزًا لحماس، احتفاءً، بمصالحة ما
بين لابسي الطاقيتين، أو الطواقي المحلية، والإقليمية، والدولية..!
نكب سليمان، عام
النكبة، من صحراء النقب، إلى مسافر يطا (صحراء البحر الميت، برية القدس، بادية
الخليل).
دفع سليمان وأهله،
ثمن تمسكهم بكهوفهم، جرحى، وشهداء، وتماس يومي مع عصابات القتلة.
عاش سليمان بين
الثنائيات، حتّى ثنائية الكنيس والمسجد في بريته. سيطر الاحتلال على الخربة
الأثرية، وطرد سليمان وربعه منها، وكشف عن كنيس يعود للفترة البيزنطية-الإسلامية
المبكرة، التي تعود إليها الكنس في فلسطين، ومنع من الصلاة في مسجد الخربة.
تستقبل الحديقة
الأثرية، المقامة على أرض سليمان، خلق الله من أين أتوا، أمّا اقترابه منها، يعني
ذلك السجن، والضرب، والقتل، كما حدث له.
سيطلق على سليمان،
بعد استشهاده، صفات كثيرة، كأيقونة المقاومة، وغيرها، وهي صفات لم يكن بحاجة إليها
وهو يدب بعصاه على أرضه، يواجه موته اليومي، ساخرًا. فهل يحتاجها بعد أن أصبح في
بطنها؟
قال لي سليمان: "مهما
فعل المستوطنون وجنود الاحتلال، فإنني سأبقى هنا، ولن أهاجر مرة أخرى، صحيح بأنني أحب
الثنائيات، فألبس طاقيتين، وتزوجت مرتين، إلَّا أنني لن أنزح مرتين".
..وصدق..!!
سليمان الهذالين عام
2011م:
http://alrawwya.blogspot.com/2011/08/blog-post_05.html
#سليمان_الهذالين
#مسافر_يطا
#أم_الخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق