مات مردخاي بن بورات،
بطلًا إسرائيليًا، ولكنّه بالنسبة، لمن يذكره من لاجئي مخيم الدهيشة، كان هلفوتا آخز
في بلاد لا تكف عن إنتاج الهلافيت، عند الإسرائيليّين وعند العرب؛ عرب فلسطين،
وعرب العرب.
صعد بن بورات في
حكومة الليكود التي تُصنف، على أسسٍ بدت غريبة للاجئين أنّها يمينية، وزيرًا بلا
حقيبة، ومع ذلك بدا يحمل حقيبة ثقيلة، رمى ما بداخلها، مشروعه لتوطين اللاجئين.
هكذا مرّة واحدة، يريد بزّ من سبقوه من أصحاب المشاريع المماثلة من زعماء ورؤساء
وعملاء وحتى قادة وطنيين (انتفاضة غزة الدموية ضد الإدارة الناصرية، على خلفية
مشاريع التوطين).
سنفترض أن جزءًا من الإسرائيليّين
يعرفون تاريخ بن بورات، ولكن لاجئي الدهيشة الخبثاء يعرفون ما اعتبروه مخفيًا في
تاريخ "مهندس تهجير" يهود العراق٫ بوضع متفجرات في سكناتهم لإجبارهم على
الهجرة إلى دولة الاحتلال الوليدة. طبعًا الخبث الفلسطينيّ، سيخفي، وفاءً لتقاليد
راسخة، أيّة عوامل أخرى، ولا يرى الجرائم الشوفينية العربية تجاه
اليهود (أحداث الفرهود مثلًا) ولا تصرفات عملاء الاستعمار (نوري السعيد مثلًا).
بن بورات صاحب
المهمات المستحيلة بشأن يهود العراق وغيرها من دول شرق أوسطية (إيران مثلاً بعد
ثورة الخميني)، سيعلن عن مشروعه لتوطين اللاجئين في مدن، بتكلفة
ملياري دولار
تدفعها زعيمة العالم الحرّ، الحرّ فيما يفعله بمصائر الشعوب، وأوروبا العجوز،
فإسرائيل، لا تدفع شيئًا من جيبها، حتى اعمار ما تدمره في غزة، وفي كل مرّة، يظهر
من يتطوع بالدفع.
رتب أبو الفهد،
اليهودي العراقي الفظ، لاجتماع وجهاء مخيم الدهيشة مع الوزير المغرور المختال بمشروع
يحمل اسمه سيدخله التاريخ أكثر من قصة يهود العراق، التي تفقد بريقها، بالتقادم.
حدد الاجتماع، وتحدث
بن بورات قليلًا، سيفاجئه أحدهم، غير هيّاب، من الأسلحة، والمخابرات، ليذكرّه بتاريخه كمجرم، زارع عبوات في سكنات
اليهود العراقيين الآمنين (هل كانوا آمنين حقًا؟).
سيتفجر الاجتماع،
وسيفخر اللاجئون بإفشال مشروع بن بورات، الذي دخل قاموسهم، كهلفوت آخر.
تكتسب الحكايات، حين
تروى، حيوات مستقلة، تقدم حسب الراوي، وشخصه، ومزاجه، والدور الذي يراه لنفسه.
ستتغير دلالات الهلفتة، أيضًا، وسيصعب تمييز هلافيت الفلسطينيين والعرب عن هلافيت
اليهود.
الدنيا، ليست سوى
روايات بطولة مشبّعة تطوى، وهلفتات قصوى..!
#مخيم_الدهشة
#يهود_العراق
#مردخاي_بن بورات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق