جهز إسماعيل بك، الأورينت
هاوس، بما يليق بزيارة القيصر التاريخية، التي وثقت تحالفه مع العثمانيين، هذا
التحالف الَّذي جر البلاد والعباد لاحقًا إلى أتون الحرب العظمى.
لم يقتنع إسماعيل بك
أن فخامة البناء، والأثاث، وقاعات القصر، كافية لاستقبال يليق بالقيصر، فأمر
بإيقاد عدد كبير من الشموع، أحالت ليل تلك البقعة من القدس إلى نهار. تلألأ القصر
بسطوحه، وحدائقه، وممراته، وأروقته، بضوء الشموع المبهر، وعندما استقر ضيف
السُّلْطَان والبكوات في مكانه، في قصر إسماعيل بك، دخلت طفلته رويدة بشعرها
الطَّوِيل المنسدل شلالاً على كتفيها وظهرها، ترتدي فستانًا حريريًا، واستمع
القيصر من الملاك الصَّغير ابنة السبع سنوات، لقصيدة ترحيبية كتبها والدها،
وحفظتها غيبًا، وعبّر القيصر عن تأثره بإهدائها عِقْدًا. عادت رويدة إلى قسم
الحريم، بعد أن أدت مهمتها بنجاح، فرحة بالعقد، وولجت بين شمعدانات الشموع
الكثيرة، فالتقطت النيران المتحفزة شعرها الأشقر، وانتقلت إلى فستانها الطَّوِيل،
فاشتعلت رويدة، وقضت بعد ثلاثة أيام، ولم يخبر أحد القيصر عن مصير رويدة المأساوي.
رواية (وردة أريحا)
#رواية_وردة_أريحا
#القدس
#بيت_الشرق
#الأورينت_هاوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق