قبل ثلاثة آلاف عام،
كما يفترض، ويمكننا أن نفترض، تنبأت عرافة عين حوض (سفر صموئيل الأوَّل 28)، في
حكاية محلية، عاشت حتّى يوم ناسنا هذا، أنها رأت "آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ
الأَرْضِ".
عين حوض، في علم
الآثار الكتابي، هو اسم الطنطورة، التي احتاجت صحيفة هآرتس (20-1-2022)، 74 عامًا،
لتسمع الأصوات التي تصعد من أرض الطنطورة، فنشرت شهادات لمن تبقى من القتلة الذين
ارتكبوا المجزرة في القرية التي سكنت ساحل البحر الأبيض المتوسط، يقرّون،
ويعترفون.
عنونت هآرتس تقريرها:
"هنا في موقف سيارات شاطئ دور، يوجد مقبرة جماعية".
دماء الأصوات الصاعدة
من الأرض، تقلق القتلة.
عرّاف الطنطورة، هو عريف
مهنتنا، ويعسوب قومنا الأدبيّ؛ إميل حبيي، فهو، كما أُرجح، هو أوَّل، من أشار إلى
مجزرة الطنطورة، في المتشائل، مفرشخ الرجلين، كما هو حال شعبنا المفرشخ، فهو مثل
باقي خلق الله، ليس سوبرمانا، ولم يكن.
ومثلما بدت نُبوءة
عرافة عين حوض، غامضة لشاؤول، الذي وصفته العرافة: "رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ
وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ"، فإنها في متشائل حبيبي، لم تكن سوى صرارة،
ألقيت، ولكنّها لم تلتقط، حتّى، قبل عشرين عامًا، عندما بدا أن هناك من يريد أن
يسمع، ولكن هذه المرَّة، من طالب ماجستير إسرائيلي في جامعة حيفا، هو تيدي كاتز،
الذي بحث وأعلن، بإشراف إيلان بابيه، ما حدث في ذلك اليوم المأساوي من أيار 1948م.
سيتراجع كاتز، أمام
الهجوم، وسيغادر بابيه، إلى بريطانيا، مواصلًا، كما ذكر تعقيبًا على ما نشرته
هآرتس: "النضال ضد إنكار النكبة في جامعة إكستر خلال الـ 15 سنة الماضية وما
زلت آمل أن أقيم في لندن مركزًا ضد إنكار النكبة".
في الأثناء (سمعت من
إميل حبيبي نفسه، ذات قدس بعيدة، أنَّ العرب، لم تقل كلمة أثناء، إلَّا مسبوقة
بحرف في)، ستلتقط رضوى عاشور، صرارة حبيي، وتقدم رواية الطنطورية.
كم طنطورية في هذه
البقعة الصغيرة، المسماة فلسطين، شامة الشام، ونَحلة مصر، ونِحلتها، التي لا تفهم،
منذ عُرفت، لماذا كان عليها، أن تدفع ثمن خطايا من أخرجتهم الآلهة من رحمتها.
تقرير: ضحايا مجزرة
الطنطورة يقلقون منامات القتلة:
#إميل_حبيبي
#رضوى_عاشور
#الوقائع_الغريبة_في_اختفاء_أبي_سعيد_المتشائل
#الطنطورية
#إيلان_بابيه
#مجزرة_الطنطورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق