أفرجت
سلطات الاحتلال عن الشاب إبراهيم خليل، بعد اعتقاله من داخل المسجد الأقصى، بتهمة
الوجود فيه، وملاحقة المستوطنين خلال اقتحاماتهم للمسجد، وتتضمن قرار الإفراج شرط
إبعاده عن المسجد لمدة 15 يوم، وبكفالة طرف ثالث.
ولكن
خليل، وهو من بلدة البعينة في الجليل الأسفل، أراد مقاومة قرار الإبعاد، فنصب
خيمته خارج أسوار الأقصى، قبالة كنيسة الصلاحية، في طريق درب الآلام، ووضع شرحًا
باللغة الانجليزية أعلى خيمته لنقل قضيته إلى السياح والزوار الأجانب.
تربع
خليل أمام خيمته، ليروي معاناته مع إجراءات الاحتلال التي يصفها بالتعسفية:
"اعتدت الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال الأيام العشر الأواخر، منذ 12 عامًا،
وعادة في هذه الأيام، تكثر اقتحامات المستوطنين للمسجد، وخشية من التصدي لهم،
اعتقلوني، وأصدروا قرارًا بمنعي من دخول الأقصى، ولكنني اعتبرت هذا القرار، تعسفيا
وظالما، فقررت أن لا أبعد عن الأقصى، واعتصم وأنام قريبًا منه".
وعن
لحظة اعتقاله قال خليل: "عندما كنت معتكفا في المسجد الأقصى، اقتحم مستوطنون الأقصى،
وعندما راني الجنود، اعتقلوني، وأبعدوني عن المسجد، بدعوى أن هناك احتمالاً في أن
أسبب إزعاجًا للمستوطنين، عندما يقتحمون الأقصى، وأعتبر أن قرار إبعادي هو ظلم
وجور بحقي".
وأضاف:
"بعد الإفراج عني، ومنعي من دخول الأقصى، لم أرغب بالعودة إلى قريتي، فنصبت
خيمتي في هذا المكان القريب من المسجد، اعتقادًا مني أن وجودي هنا، أفضل، لإيصال
رسالتي حول الظلم الذي تعرضت له، بإبعادي عن الأقصى".
وخليل،
مجاز في العلاج النفسي، ولديه سيرة مهنية ناجحة، ويشعر بامتنان لما وصفه باحتضان أهالي
القدس له، وتقديم الطعام، وخدمات أخرى، كغسل الملابس، وتوفير المجال للاستحمام
وغير ذلك.
وقال:
"ما فعله أهالي القدس من أجلي، مؤثر جدًا، خصوصًا وانني لا أعتبر أن
باعتصامي، اتخذت موقفا بطوليا، مقارنة بما يفعلوه هم من صمود وتصدي وبشكل
يومي".
وأضاف
بتأثر واضح: "حتى على السحور، أفاجأ، بان كثيرين يأتون لي بالطعام إلى هنا،
دعمًا لاعتصامي، ورفضًا للظلم الذي تعرضت له".
ودعا
خليل، باقي المبعدين عن الأقصى، للاعتصام، لرفع الصوت عاليًا ضد إجراءات الاحتلال
التعسفية بحق الشباب المعتكفين في العشر الأواخر.
وقال
بان قوات الاحتلال حاولت إبعاده عن المكان، ولكنه رفض ذلك، مشيرًا إلى انه موجود
في أرض وقفية، ولا يحق لسلطات الاحتلال إبعاده عنه.
وقال
نسطاس وهو يجلس بجانب خليل أمام خيمته: "أحيك، وأحي تمسكك بموقفك، وإيصال
رسالتك للرأي العام".
وأضاف:
"إبراهيم خليل، نموذج لمن يرفع الصوت عاليا ضد الظلم، فهو لم يغادر القدس،
بعد قرار إبعاده، ويعود إلى قريته، وإنما فضل الاعتصام، وإيصال رسالته
وقضيته".