أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 8 نوفمبر 2023

"نزوج جديد يا قطتي"


 


كصديقٍ للكلاب، طوَّرت نظرية (يا للغرور الفُقَّاع)، أنَّ الكلاب، بعد عِشرة، تشبه أصحابها في سجاياهم، وهي، بعكس القطط مثلًا، تتوشج أصحابها، وتجهد لتشاركهم نشاطهم.

أتابع ما تنشره صفحات احتلالية عن فقدان كلاب بعد هجوم السابع من أكتوبر. يندر الإعلان عن فقدان قط. أعرف ما تتمتع به كلاب الاحتلال وقططه، من نعيم في دول الاحتلال، أكثر، بما لا يقاس من فئات فلسطينيَّة، تعيش تحت نفس السماء، وتتنفَّس نفس الهواء. لن أطيل أو أزيد. المقارنة بين كلاب المحتلِين، وكلاب المحتلَين، مغرية!

استولت الحركة الصهيونيَّة،قبل إنشاء دولة الاحتلال، على الكلب الوطنيِّ الفسطينيِّ، مبكرًا، وسمَّته الكنعانيِّ. استنسلته وسوقته في العالم، فخورة بقصة نجاح صهيونية.

استمعت لكثير من حكايات جيل النكبة من الآباء والأجداد، مع حيواناتهم. منهم من حمل دجاجاته، وأغنامه، وجماله، ومنهم من تركها متحسرًا، عاش على قلقٍ لمصيرها الغامض.

من حكايات الأبقار، تلك التي تُركت في قرية صرعة في جبال القدس الغربيَّة=الجنوبيَّة. استعمرها المستوطنون الجدد، الذين هوَّدوا حتَّى المقامات الدينيَّة. أصبحت الأبقار الفلسطينيَّة، أساس ازدهار الكيبوتس الذي أقيم على أنقاض أهالي صرعة، المشهور في دولة الاحتلال بانتاجه الكثيف للحليب. تُحلب في هذا الكيبوتس ألف بقرة يوميًا على الأقل. فضلة أبقار ناسنا. مشيت في جبال صرعة، ورأيت تلك الأبقار.أفلسطينيَّة هي أم إسرائيليَّة؟

من حكايات الكلاب، ذلك الذي رافق أصحابه الذين لجأوا من قرية جليلية إلى لبنان، وفي مرحلة ما اتخذ ربّ العائلة، وهو ينقل أفرادها بمركبة إلى لجوءٍ جديد إلى سوريا، خيار التخلص من الكلب، رغم رفض الأبناء، لكنَّه المسؤول عن معيشته ومصيرهم، ولا يريد زيادة الأعباء. عاد الكلب إلى حيث يجب أن يعود، إلى منزله ومنزل العائلة. شوهد لاحقًا وقد أُعدم على باب المنزل.

يقال إنَّ القطط، التي لا تخلو من ذكاء وخبث، تفضل السكينة في أماكنها، وترتبط بالمكان، أكثر من الانسان. أعرف مشاعر هذه الفتاة في الصورة، التي أصرَّت على حمل قطتها، وهي تنزح مع عائلتها نحو جنوب قطاع غزة. لن تطمئن إلَّا إذا استكانت في حضنها في مكان نزوح جديد.

"نزوج جديد يا قطتي"

كلابنا وقططنا تشبهنا، كما كلابهم وقططهم!

روايتي: قط بئر السبع، هي أيضًا عن قطط البلاد، وكلابها!

#غزة

#قط_بئر_السبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق