دأب
عمر علي اللحام، على نعي الشهداء، ومنهم أصدقاء ومعارف، أو دبَّ معهم في شوارع
مخيم الدهيشة، وأزقته، أو في مدينة بيت لحم، الذي أقيم المخيم على أرضها وسكنه
جداه اللاجئان من قرية بيت عطاب المحتلة، في قضاء القدس.
جرَّب
اللحام، الاعتقال مبكرًا، مثل معظم أبناء المخيم. أصرَّ في أخر مرة حرر فيها من
السجن، على الذهاب مباشرة إلى مقبرة الشهداء بين مخيمه وقرية ارطاس، والتوجه إلى
منازل عائلات شهداء، ارتقوا وهو داخل السجن، وهم الشهداء: رمزي أبو يابس، وساجد
مزهر، وأركان مزهر.
هذا
الوفاء، ميَّز عمر، كما يمكن لرفاقه أن يرووا الكثير عنه وعن شجاعته، وصموده في
زنازين الاحتلال، التي لم تنل منه.
عرف
عمر، بحبه للحيوانات الأليفة كالكلاب، وكان يردد: "لولا المحبة في جوانحه ..
لما أصبح الإنسان إنسانًا!". أمَّا هوايته، فكانت رياضة الفروسية.
يقول
صديق لعمر، إنَّه التقى صديقه أمس، أمام مخيم الدهيشة، وكان حزينًا لمرض أمه،
ومعصبًا بسبب تعقيدات في حصولها على تحويل للعلاج في مستشفى المطلع بالقدس.
هذه
الأم خرجت فجر اليوم، تركض نحو ابنها، بعد شيوع خبر اصابته، واحتجاز جثمانه من قبل
جيش الاحتلال.
أُصيب
عمر برصاصة في رأسه، وحال جنود الاحتلال، من وصول اسعاف الهلال الأحمر إليه، حتى
أسلم الروح على أرض مخيم الدهيشة الذي ولد وشب عليه.
في
وداع الشهيد، في مستشفى بيت جالا الحكومي، لم يمنع والده دموعه وهو يمسح على وجه
ابنه، ويدعو له، قال وهو يقبله: "لقد قتلنا رحيلك، وذبحنا، الله يرحمك، إن
لله وإن إليه راجعون".
كتب
عمر، مرة، ناعيًا شهيدًا: "وفي طريقه نحو السماء تعثر بكل نجمة وتلطخ بضوئها،
وبعد ألف نجمة..صار قمرا".
صار
عمر الآن قمرًا! استقر في مقبرة الشهداء، حيث سبقه العديد من رفاقه ومعارفه.
ذرفت
السماء دموعها بعد مواراته الثرى. لن تتمكن يا عمر، من استنشاق رائحة التراب، بعد
المطرة الأولى. الخيول الأصيلة، تقصف أعمارها مبكرًا.
أيها
الفارس الشجاع ترجل
وقد
كبا مهرك الأغر المحجل
#الشهيد_عمر_اللحام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق