اعتبر
المؤيدون للمقاومة وغيرهم، أنَّ الصور التي رافقت اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليِّين،
تؤكِّد نجاحها في المعركة الإعلاميَّة، لكسب رأي عام عالميِّ أو إقليميِّ، وتقديم
نفسها بصورة مختلفة عمَّا تشيعه دولة الاحتلال.
في
الجانب الآخر، تظهر قوات الاحتلال، قسوة وحشية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيِّين،
دون الخشية على صورتها في العالم.
نحن
أزاء خطابين أحاديين؛ خطاب المقاومة، الذي قد لا يختلف كثيرًا عن الذهنيَّات العربيَّة
المتحكمَّة التي تبحث دائمًا عن اعتراف من الغرب، موجه أساسًا للآخر، لكي يعرف أنَّنا
لسنا إرهابيين.
نريد
اقناع الارهابيِّين، أنَّنا لسنا إرهابيين!
الخطاب
الثاني؛ خطاب قادة الاحتلال، وهو موجه أساسًا للداخل. كل قائد في دولة الاحتلال،
بحاجة لارتكاب مجزرة، على الأقل، يضيفها إلى السي في الخاصة به، كي ينال اعترافًا
خالصًا من مواطنيه.
هذان
نموذجان عن الخطابات الأحادية.
هل
يتمتع السجناء الأمنيون والجنائيون في غزة، تحت حكم حماس، بنفس المعاملة التي
يتعامل بها القسَّام مع الأسرى الإسرائيليين؟.
المهم
دائمًا، هو الخطاب الداخلي، وهو الذي يمكن أن يؤدي لكسب احترام الآخر، إذا كان ذلك
هدفًا أصلًا.
كشفت
حرب الاحتلال الأخيرة، عن منجزات حكم حماس في المجال الطبي، فبدأت بالتدمير
المنهجي للمشافي. شخصيًا لم أكن على علم بهذه المنجزات، التي تستحق الاحترام.
هذا
نوع من الخطاب الداخلي المهم. علينا مخاطبة أنفسنا دائمًا، وليس لكي نبريء أنفسنا
عند الآخر.
في
شهر شباط (فبراير) 2017م، وبمناسبة نجاح السنوار في انتخابات حركة حماس، وهو ما
رأيته دليلًا على قوتها. وجهت أسئلة لقائد الحركة الجديد في غزة، حول حساسيته للوحدة
الوطنية، ومدى إيمانه بها، وهل يؤمن حقًا، بأنها الطريق الوحيدة للتحرير؟ وهل لديه
برنامج محدد من أجل تحقيقها؟
كتبت
أيضا: "يهمني أن أعرف حساسيَّة السنوار لحرية الرأي والاعتقاد، والاعتقال
السياسي، وحقوق المرأة، وحرية حصول الصحافي على المعلومات، وموقع المسيحيين في
المجتمع، والإعلام الحزبي التحريضي، والانفتاح على الآخر، ومدى قيمة الفرد، وشكل
ومستوى التعليم، وديمقراطية التعليم الجامعي، والسينما، والفنون، غيرها من قضايا. يهمني
أن أعرف إذا ما كان السنوار، في سجنه الطويل، ظهر كإقصائي، أم كموحد؟".
تبقى
ملاحظة في المعركة الإعلامية، تتعلق برسالة امتنان نشرتها كتائب القسَّام،
لإسرائيليَّة وابنتها.
أعتقد
أنها تراجع في الأداء الإعلامي للقسَّام، وتقهقر من الدعائي إلى البرورباغندا، فمن
الواضح أنَّ الرسالة كُتبت في الأسر،
وبهذا تفقد أيَّة أهمية لها. ماذا لو اُخرجت صاحبة الرسالة إلى الإعلام لتقول إنَّها
كتبتها تحت الضغط؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق