أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 3 مارس 2022

دوَّار بوتين ودَواره المجنون..!


 


مشيتُ، ويوسف علاّن، مِنْ المخيّم، باتجاه دوّار بوتين، في نفس الطريق، التي سلكها يومًا، إبراهيم باشا، والإمبراطور الألماني، وسكنها داهش بك. لم يتوقف يوسف عن إطلاق النكات، ونفث الدخان، ورائحة جسده تملأ الأجواء. كان يضحك وهو يحثّني على أن أصبح واحدًا منهم.

قلت لنفسي، وأنا أروز عرض يوسف علاّن، ما الذي بقي يربطني بعالم العقلاء المجنون هذا؟

وقلت هل يحتاج المجنون إِلى مسوّغات ليقنع نفسه بأنَّه أصبح مجنونًا؟ وهل يدرك ذلك أصلاً؟

المجنون مجنون، ومكانه مع رفاقه المجانين، وأجد الآن رغبة غير قابلة للتأجيل تجيش في داخلي، تحثّني على تتبع نداء يوسف علاّن. 

أليس هو صديقي الوحيد، الذي لم يكذب عليّ ولا مرّة، ولم يبعني ولا مرّّة، ولم يفكّر، ولم يخطر عَلَى باله ذلك ولا مرَّة؟.

عندما اقتربنا مِن دوّار بوتين، فوجئنا بلافتات ورقية مزروعة بالقرب مِنْ شجرة الزيتون داخل الدوار مكتوب عليها: (دوّار المجانين).

التفتُ إِلَى يوسف، ففهم سؤالي دون أن أنطقه، فقال ضاحكًا:

-إِنَّهُمْ الشباب، شباب المجانين، يؤكدون حقهم في وطنهم، وطن المجانين..!

(رواية مجانين بيت لحم، الطبعة الأولى 2014)

#مجانين_بيت_لحم

#بوتين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق