أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 22 مارس 2022

هل تسمعني يا أسامة؟/جبرا حنونة


ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلِهِ      وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ

في كثيرٍ من الأحيانِ، أتمنى أنْ أدخلَ في عقلِ أحدِ المجانينِ، لأقراَ ما يدورُ بذهنِهِ،  وأعلمُ كيفَ يفكرُ .

 من المؤكدِ أنَّهُ يفكرُ، ولمْ يفقدْ عقلَهُ تماماً. ولكنْ.... كيفَ يفكر، وهلْ يعيشُ في سعادةٍ دائمةٍ؟ بعيداً عنْ همومِ الحياةِ، ومتاعبها المضنية؟ بعيداً عن النفاقِ والكذبِ والفسادِ والنميمة؟ بعيداً عن الحقدِ والكراهيةِ والخيانةِ والعنف؟ أراهم يبتسونَ دائماً فهلْ يشعرونَ بالسعادةِ، وهدوءِ البال؟ هلْ ينامُ المجنونُ قريرَ العينِ هادىْ البال ، نقيَ الضمير؟ إذا كانَ الأمرُ كذلكَ، أعتقدُ أنَّ معظمَ الناسِ يتمنونَ أنْ يصيبَهم الجنونُ التام.

هل تسمعني يا أسامة؟ أنتَ عشتَ بينَ المجانينِ مدةً من الزمنِ، لتجمعَ مادةً دسمةً وحقيقيةً لكتابكَ الشهير: مجانين بيتَ لحم. فهل استطعتَ أنْ تسبرَ أغوارهم، وتقرأَ أفكارَهم، وتكشفَ دواخلهم، وتطلعَ على أسرارهم الدفينة، وتعرفَ كيفَ يفكرون، ولماذا يقومونَ أحياناً بتصرفاتٍ غير طبيعية؟

أعتقدُ أنَّ الأمرَ في غايةِ الصعوبةِ والإبهام.

#مجانين_بيت_لحم

#جبرا_حنونة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق