أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 20 فبراير 2019

سيدة الشرق الأوسط المتنحية..!



في يومٍ من أيّام عام 2008م، كانت تيسبي ليفني، سيدة (ورجل) الشرق الأوسط القوية، فأعلنت الحرب على غزة من أكبر عاصمة عربية، وبجانبها شخص اسمه احمد أبو الغيط، كانت مهمته الإمساك بيدها حتى لا تقع عن الدرج، كما اعترف لاحقًا، ووظيفته المعلنة وزير خارجية نظام كامب ديفيد.
ولم يكن بإمكان أي من رجال الشرق الأوسط الأقوياء والضعفاء ومن بينهم حكام تركيا وإيران، أن يحولوا دون عدوانها على شعبنا في غزة.
صوّرها الصحافيون مع أبو الغيط المبتسم، ولا نعرف إذا كان ذلك رضاءً عن نفسه، لنجاحه في منع سقوطها، أو لإصراره نقل عدوى الضحك إليها، لتحسين مزاجها الذي قد يكون مسؤولاً عن اختيارها الشاعري، نسبيًا، لاسم حربها على غزة: الرصاص المصبوب..!
ولم يكن شاعريًّا تمامًا..!
نظر إليها فلسطينيون، من زاوية نظر غريبة ومخجلة، عندما نُشرت صور لها، مع مسؤولين فلسطينيين، فربط الناظرون بين الصور ورؤى فضائحية، ولم يكن ذلك سوى فضيحة لزاوية نظر الناظرين، الذين لم يروا في سيدة الشرق الأوسط القوية، سوى مومس قومية، تبيع الجنس لصالح دولتها، وما أحقرها من نظرة.
فضحت ليفني، بدون أن تقصد، طرق التفكير لدى قطاع مِنّا، قد يكون واسعًا، وللأسف انضم إليه مثقفون، عبرّوا عن تلك الرؤى الشعبوية على الفيس بوك، وشكّل ذلك أيضًا جهلاً في طبيعة العدو الذي يحاربنا.
هل نعرف العدو فعلاً؟
ليفني، التي بدت في ذلك اليوم في القاهرة، كإمبراطورة رومانية تتفقد عواصمها المحتلة، وتلتقي مع ولاتها، وتعطيهم توجيهاتها، وقفت قبل أيّام في مؤتمر صحافي، معلنة اعتزالها العمل السياسي، بسبب فشلها في الحياة السياسية الداخلية.
هكذا وببساطة، ذهبت ليفني التي لم ير فيها بعضنا سوى امرأة، وكل امرأة في ذهننا ترتبط فقط بالجنس، ويبقى أبو الغيط، ماسك وضيع ليد سيدته، والذي سيصبح أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، راضيًا عن نفسه، مرضيًا عليه من خلفاء ليفني..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق