أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 19 فبراير 2019

نصر مفرنع..!







دخلت يوم الجمعة الماضي (15-2-2019)، إلى المسجد الأقصى، من باب الأسباط، وهدفي باب الرحمة، لأرى ما حدث للكنز الأثري المرمي في ساحته، أمام الباب تجمعت مجموعة من الزوّار الأتراك، يستمعون لشرح من دليل ربما عن تاريخهم التليد.
هل حدث تحسن على حال الكنز الأثري؟ نبتت أعشاب برية على الشادر الذي يغطيه، ورأيت البوابة الحديدة الصغيرة، مغلقة، ولم أتوقع أن تكون سلطات الاحتلال فعلت ذلك، لان هذه السلطات لا تستطيع، لأسباب تقنية، إبقاء الباب مغلقا حتى لو صدرت قرارات المؤسسات الاحتلالية كلها بذلك، فإغلاق الباب وجعله مغلقا، كمثل ربط العائلات الإقطاعية لفلاح فلسطيني بحبل من عروق البطيخ؛ نوع من اختبار قوة، ويستطيع الشبان، تحطيمه في أي وقت.
ستنتبه دائرة الأوقاف إلى أن الباب مغلق منذ مساء يوم الأحد، وهذا أمر غريب، ويدل على أن الأوقاف تعرف متأخرًا ما يدور في الأقصى، وستتوالى البيانات، والدعوات للنفير، وستتحرك الفصائل الفلسطينية لتهدد وتدعو النّاس، وكأنهم يعملون لديها.
 النفير..النفير، كيف ولماذا؟
باب الرحمة مغلق؟! باب الرحمة مغلق في الواقع منذ قرون، هل فهم محررو المواقع الالكترونية الذين بدأوا بنقل الأخبار عن بعد، ما هو باب الرحمة وكيف يغلق، وهل يمكن إغلاقه فعلاً؟
ماذا أصدرت المؤسسات الثقافية من أبحاث وكتب عن باب الرحمة؟ هل فكروا بترجمة رسالة الماجستير المهمة لباحثة إسرائيلية عن الباب؟
يحتاج ىالوضع في القدس وفلسطين إلى عمليات تنفيس متباعدة، وللأسف إنها تكلف غاليًا من شهداء وجرحى، وتؤدي الى اطالة عمر الاحتلال، والجالسين على الكراسي الوظائفية الدينية والسياسية، ولكن لا أحد يتحدث عن استراتيجيات وأساليب عمل لمواجهة الاحتلال.
لم تتحرك الأوقاف لإنقاذ الكنز الأثري؛ أخشاب المسجد الأقصى التي تعود إلى أكثر من 1500 سنة، والتي أزيلت خلال ترميم المسجد في خمسينات القرن الماضي، ورميت في ساحة باب الرحمة.
في حينه بيع جزء من هذه الأخشاب لتاجر خردة أرمني، وتسربت قبل سنوات إلى مستوطن يعيش في مستوطنة قرب رام الله.
هذا الكنز الأثري احتل غلاف المجلة الأثرية الأهم عن فلسطين ومحيطها، وكتبتُ عنه أكثر من مرة، ولا أحد في الأوقاف لديه الاستعداد لان يسمع، ولكن المعارك الكلامية الأسهل، وعدسات الكاميرات، هي ما يمكن أن تثير اهتمام شيوخ الأوقاف، فليس أكثر من لذة الوقوف اليوم أمام باب الرحمة بعد إزالة القفل، لإلقاء خطاب نصر، وتوجيه الشكر لرؤساء وملوك في الشرق الأوسط.
من الذي يمكن أن يدعو الناس للموت، من أجل شكر رؤساء وملوك؟ وقبل ذلك لماذا لا يتوقف النّاس عن الاستجابة لدعوات النفير العبثية؟ ويطالبون بدلاً من ذلك بالعمل الجاد لحماية الأقصى وأثاره، وتعزيز النفير المعرفي وليس الغرائزي، ليس فيما يتعلق بالأقصى فقط، ولكن بالقدس، فالقدس ليست  الأقصى أو القيامة (والجهل المعرفي بهما طاغيًا)، إلَّا عند أصحاب (الكلام المفرنع) وهو مصطلح للراحل نقولا زيادة.
والكلام المفرنع، لا ينتج عنه إلا نصر مفرنع..!
**
تفاصيل عن الكنز الأثري المهمل:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق