قرأت في الفترة
الأخيرة ثلاثة كتب فلسطينية في السيرة الذاتية، والتغريبة الفلسطينية الطويلة، تطرح
أسئلة حول كتابة جزء من التاريخ الفلسطيني. أحدها الذي كتبته السيدة ريم رفعت
النمر، أرملة الشهيد أبو العباس، قد يكون أكثرها عرضة للنقد، لما فيه من استعراض
وذاتية، وضعف في دقة المعلومات، وإضفاء الرغبوية على الأحداث، فقاريء الكتاب
سيعتقد بان أبا العباس، وهو مسؤول تنظيم فلسطيني صغير، لم يكن إلا الرجل الثاني في
المقاومة الفلسطينية بعد ياسر عرفات.
وما يحسب للمؤلفة إقرارها
بفشل أهم عمليتين، خطط أو اشرف عليهما أبو العباس، وحديثها بصراحة محسوبة عن
علاقاتها العاطفية.
الكتاب الثاني، الذي
خطه القائد الشيوعي عبد العزيز العطي، تكمن أهميته في تقديم شهادة على نشاط عصبة
التحرر الوطني قبل وبعد النكبة، وظروف تأسيس الحزب الشيوعي الأردني، ويحسب عليه
تعرضه لزملاء له، وبعض هذا التعرض تحول إلى تعريض على طريقة القيل وللقال، وهو
أضعف الكتب الثلاثة من ناحية تحريرية.
ولعل كتاب صلاح صلاح،
القيادي في الجبهة الشعبية، أكثر هذه الكتب مهنية من ناحية تحريرية، وشكر المؤلف
من ساعده في هذه المهمة، وحاول صاحب المذكرات أن يحتفظ بموضوعيته فيما يتعلق بمن
اختلف معهم، أو حتى ساموه مرّ العذاب كالنظام السوري.
ولعل أهم ما في
الكتاب، ذكريات المؤلف في قريته غوير أبو شوشة قبل النكبة، وسيرته في حركة القوميين
العرب والمقاومة الفلسطينية، وسنجد أن سياق الكتاب اختلف عندما تحدث في فصول عن آرائه
السياسية، داعما ذلك بوثائق وتحليلات.
ولم يخض العطي، أو
صلاح في مضمار حكايات الحب والزواج إلَّا بقدر بسيط جدًا، مما يعكس آراء تقليدية
تجاه المرأة من قبل شخصين ينتميان إلى أيديولوجية يفترض بها أن تعلي من دور المرأة
وقدرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق