فاز
صديقنا السيناريست خالد خمَّاش، في مسابقة أوسكار ٣ للمبدعين العرب في القاهرة عن
السيناريو الطويل "وباعوا أنفسهم للشيطان". لكن لم يكن لدى خالد متسعًا
لفرح. تلقَّى الخبر، بعد تلقِّي جيرانه آل الفقعاوي في رفح، قنابل طائرات
الاحتلال، فقضى منهم 13 شهيدًا.
خضت
وخالد تجربة مبكرة، في عام 1997م، حوَّل نصًا لي عن عالم البيئة الفلسطيني سنا عطا
الله إلى سيناريو بعنوان (سنا الأرنب البري). لم أعد أذكر الاسم، ولكن خالد ذكرني
به، فسعدت بالاسم الجميل.
صورنا
الفيلم العتيد، الذي تولى خالد اخراجه أيضًا، في منزل والد سنا، المربي الراحل
عيسى عطا الله في مدينة بيت ساحور. المصور المتطوع صديقنا جوزيف، عجب من المربي
المسن، عندما قدَّم لنا أبا العلاء، منحوتًا بأيدي مثَّال ماهر.
قال
جوزيف (مصور الجزيرة الإنجليزيَّة الآن):
-عجيب،
ولكنَّه لا يشبه أبو العلاء؟
*هل
تعرف وجه أبو العلاء؟
-من
منا لا يعرف وجه أبو العلاء قريع!
أبو
علاءنا، عاش في المعرَّة قبل قرون، وما زال طيبه عابقًا. أما الآخر فهو رمز أوسلوي
فاقع، وفاكع. وبلغت فقاعته أوجًا، في مذكراته عن المفاوضات، مفكعًا لنا، متأكِّدًا
أننا لا نقرأ، وإلَّا لأدركنا ذرى فقاعته وفريقه من فضائح تلك المفاوضات.
تخيَّلوا
مثلًا أنَّ قريع، كان مقتنعًا أنَّ الرئيس الأميركي كلينتون لم يكن فقط صديقه
الشخصي، وإنما نديمه، الذي يطلب الانزواء به، ليروي للرئيس الأميركيِّ نكتًا، خصوصًا
عن اليهود! أمَّا مجرم الحرب شارون، فكان يتبسط معه لما يجمعهما من رعي الأنعام.
و"الأنام"!
أخبرني
خالد، عدنما هاتفته اليوم، أن شرائط الفيلم ما زالت لديه، في رفح، نجت في الحروب
الماضية، لكن من يدري في هذه المأبدة.
مبروك
لخالد خمَّاش، ورحم الله شهداءنا من آل الفقعاوي!
#خالد_خمَّاش
#رفح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق