من درس الأوّل الثانوي من الطلبة
الفلسطينيين، مثلي، في أوائل الثمانينات، فإنه لم يحظى بدراسة أحد فصول مادة
الأحياء. موضوع الفصل هو نظرية التطور، ولكن المعلم قال إنّ هذا الفصل أُلغي، وليس
مطلوبًا في الامتحان، وهو أكثر ما يُبهج الطلبة.
من ألغى الفصل؟ هل إدارة الاحتلال
التعليمية؟ أم إدارة تربوية فلسطينية؟ أم دائرة المناهج الأردنية؟
لماذا يحرم الطلبة من دراسة نظرية دارون، ولا
يُمكنوا من أن يحكموا بأنفسهم؟ لماذا يحرمون من التفكير؟
إذا قرر أي منهم أن يدرس الأحياء في الجامعة،
فعليه أن يكون مطلعًا على كتاب أصل الأنواع. لم تعد المسألة تتعلق بالإيمان أو الإلحاد،
ووضعها في هذه الخانة جهل مريع، وإنما بمتطلب أكاديمي، والاطلاع على ما قدمه دارون
من جهد ميداني على سفينة البيجل، ثم دارسة لمدة عشرين عامًا تلقى خلالها رسائل
تتضمن معلومات من علماء عصره.
سألت أكاديمية، تُدّرس مادة الأحياء في إحدى
الجامعات الفلسطينية، عن تدريس نظرية التطور. فوجئت هي بالسؤال، وفوجئت أنا بالإجابة.
نفت تدريس هذه النظرية في أي سنة من سنوات التدريس الأربع.
صدمت عندما قالت بأنها لو تطرقت لهذه
النظرية، فإنّ الطلبة أنفسهم سيحررون التقارير يدكتورتهم، ليس فقط لإدارة الجامعة،
ولكن أيضًا، لحراس الدين في المجتمع.
إنها تخاف السلطتين، الجامعية،
والمجتمعية-الدينية.
سؤال، كيف يرضى ولي أمر طالب أو طالبة،
يمّول دراسة ابنه أو ابنته، من أن يحرم أو تحرم من متطلب أكاديمي؟
أين وزارة التربية والتعليم التي تمنح
تراخيص الجامعات من هذا التخلف، والجهل، والعبث...!
#توجيهي_فلسطين
#دارون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق