أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 26 أغسطس 2021

من أي صِنف فخامتك..!


 


بعد سنوات من موت الرئيس المؤمن محمد أنور السادات، الذي فتح مزاد البيع بتراب الفلوس للأعداء، قال أحد أسطوات صنعتنا الروائي خيري شلبي خلال لقاء مع وكالة أنباء، إن الرئيس (ويقصد السادات) كان يحب الصِنف.

قبل ذلك بسنوات طويلة، وقّع نجيب محفوظ على بيان توفيق الحكيم الشهير، في سنوات السادات الأولى وضبابيته تجاه العدو، قبل سفور خيانته.

أُستفزّ السادات من البيان، وأسر لمقربين له هازئًا، أو غاضبًا من أسماء المثقفين الموقعين على البيان قائلاً: "حتّى الحّشاش نجيب محفوظ، وقّع على البيان".

عندما وصل تعريض السادات لمحفوظ، جلجل بضحكته المجلجلة قائلاً، هو الآخر: أخر من يتحدث عن الحشيش هو السادات.

كان خلفاء المسلمين، وأمراؤهم، يحبون الأصناف؛ الجواري، والغُلمان، والسبايا، والغنائم، والموالي، والخصيان، والسرقات، والنبيذ، والخمور (ميّز فقهاء المسلمين بين النبيذ والخمر) وثق ذلك، بتنويعات مختلفة في مجلدات المثقفين المقربين من آمري أمور المسلمين، وخصومهم. من معاصريهم، ولاحقيهم.

لا نملك مثل تلك السجلات البديعة التي تعد بعشرات آلاف الصفحات، عن أصحاب الجلالة، والسمو، والفخامة، المعاصرين، ربّما لأن الرعايا لم يعودوا متطلبين، كما السابق، أو أن المثقفين متبطلين، يؤثرون الغُرز على فقدان البصر في تحبير الصفحات، التي يمكن أن تنشر بعد موت الواحد منهم، ولا ينالوا منها شيئًا.

أتخيَّل، أنّه عندما يلتقي أولياء أمور المسلمين المعاصرين، يتمازحون فيما بينهم، وإن كان معظمهم من ثقلاء الظل، فيمكن لواحد منهم أن يمازح الآخر، ليقدم له ما يناسبه من صِنوف:

-فخامتك، سموك، جلالتك، عفوًا، من أي صِنف أنت، وفي أي صِنف تحط..!

سيتبارون في ذكر الأصناف، التي تجعل الواحد منهم في مزاج أعلى، لدولبة (آلة الدولاب)، وتعريس (من آلة العروس)، وفلقنة (الفلقة)، ونشر، وشكوكشت (الشاكوش)، أسيدت (التذويب بالأسيد)، المعارضين المساكين.

**

اللوحة أحد أسطوات صنعتنا: خيري شلبي.

#نجيب_محفوظ

#خيري_شلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق