أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 25 أكتوبر 2019

مارك قواس "طفرة موسيقية" من فلسطين








عازف البيانو مارك قوّاس (13) عامًا، حفله الموسيقي في مسرح مؤسسة الرئيس بوتين الفلسطينية للثقافة والاقتصاد في بيت لحم، بمقطوعة من تأليفه، وأطلق هذا الموسيقى الفتى عليها اسمًا بدا غير متناسب أبدًا مع سنه (سر الحياة) ولكن ذلك لم يحل دون إثارة اهتمام الجمهور المحب، الذي وقف وصفق طويلاً، بينما انحنى قوّاس أكثر من مرة تحية للحضور.
مارك قوّاس من مدينة بيت لحم، اهتم في سن مبكرة بعالم الموسيقى، ووصفه حسام سعد، مدير مدرسة تشايكوفسكي للموسيقى، بأنه طفرة، وموهبة نادرة.
قدم قوّاس، عروضًا موسيقية في بريطانيا بالإضافة إلى عدة عروض في مدن مختلفة في فلسطين، وفاز في مسابقة الكونشيرتو في معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، وعزف أيضًا مع اوركسترا المعهد.
في الحفل الذي استضافه مسرح مؤسسة الرئيس بوتين، ظهر قوّاس، ببدلة كاملة، متشجعًا، مع خفر حاول إخفائه، وجلس صامتًا، ليبدأ العزف.
عزف عشر مقطوعات كلاسيكية ومعاصرة لعدة مؤلفين من فترات مختلفة مثل بيتهوفن وموتزارت وباخ وشوبان ومؤلفين معاصرين، وفي كل مرة وبعد إنهائه عزف مقطوعة يقف وينحني أمام تصفيق الجمهور الحار.
وفي لفتة ذات دلالة، عزف قوّاس، مقطوعة للمؤلف الفلسطيني الراحل سلفادور عرنيطة، ابن مدينة القدس، الذي بزغت موهبته مبكرًا، فعندما تجاوز عمره العاشرة، أصبح مساعدًا لعازف آلة الأورغ في كنيسة القيامة في القدس، وفي السادسة عشرة من عمره التحق بكاتدرائية القديسة كاترين في الإسكندرية عازفًا على آلة الأورغ، ومدربًا لجوقة الكنيسة.
ختم قوّاس حفله، بأكثر المقطوعات شغفًا لديه؛ مقطوعة (سرّ الحياة) التي ألفها، وأراد تقديم نفسه للجمهور من خلالها، وتلقى فورًا جائزته، بردة فعل الجمهور المتحمس، وتصفيقه الحار وقوفا.
سألت قوّاس، كيف عرف "سرّ الحياة" وهو في هذه السن الصغيرة؟ فأجاب: "هي محاولة، لفهم سرّ الحياة، محاولة متواضعة علها تكون فاتحة لفهم أكبر".
وجد قوّاس نفسه، وسط جلبة غير معتاد عليها، بينما تومض عدسات الكاميرات، لتلقط صورًا له مع معجبيه الكثر، الذي استحوذ عليهم بعزفه وفنه.
أراد الحضور، تسجيل لحظات، اعتقدوها تاريخية، مع موهبة نادرة، أولدت نجمًا سيسطع كثيرًا في السنوات المقبلة.
بالإضافة إلى موهبة العزف، والتأليف الموسيقى، فإنَّ قوّاس، كتب ولحن أغاني، مثل أغنية (فلسطين) وهي من كلماته وألحانه، وغنتها الطفلة ميار قوّاس
سيسافر قوّاس في شهر أيلول العام المقبل، لينضم إلى مدرسة موسيقية مهمة في بريطانيا، ليواصل تعليمه وإبداعه.
من على خشبة المسرح، أعلن حسام سعد، بأنَّ قوّاس، يقاوم الاحتلال بالموسيقى، وسيكون سفيرًا لقضيتنا في أي مكان سيكون فيه، في إشارة إلى سفره المرتقب إلى بريطانيا.
وقال: مارك هو شوبان فلسطين، طفرة موسيقية، وموهبة نادرة نراهن عليها كثيرًا، وسندعمها دائمًا".
الفنانة المسرحية رهام اسحق، خالة مارك، قالت، بأن ابن شقيقتها، أظهر ميولاً جدية، منذ صغره، وبدلاً من الاهتمام، باهتمامات الصغار وألعابهم، فإنه كان يتصرف كالكبار، وأصبحت الموسيقى عالمه.
قال قوّاس، لمراسلنا: "سأدرس وأعود، أجد مكاني دائمًا هنا".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق