أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 11 أكتوبر 2025

يوم قصير!




 


التقيب، صباح يوم الاثنين، في التراسنطة، راهبًا شابًا من إِعبلين، في افطار مدرسيِّ ثقافيِّ، أحضر فيها المعلم المثقَّف عَزَّة العَزَّة، أكثر من 250 قرية فلسطينيَّة، منها إِعبلين، التي زرتها في يوم شتوي قبل انتفاضة الأقصى الكبرى، وما زلت أذكر الدخول الأسطوري لحيفا، تحت رذاذ الأمطار النازلة من سماوات سبع، تربت على قلوب العاشقين. حيفا أكثر من مدينة، وجسد، وروح، صغيرة بحر، زاحمت يافا، ولكنَّها تعالت على لقب ممجوج كعروسة البحر.

أظن أنَّ العزيز تحسين، كتب عن زيارتنا تلك، وغيرها، في كتابه الذي فاز بجائزة ابن بطوطة، في واحدة من تلك السنوات.

في المساء، من رصيف على شارع القدس- الخليل، انضممت إلى نادي قُرَّاء إِعبلين، متطفلًا على خدمة نت مجانيَّة لواحدٍ من البنوك، حائزًا على الشرف الإعبليني، من صباح اليوم ومسائه.

يمكن أن يكون لبنوك رأسماليَّة الكوارث فوائد، في أوَّل يوم فصل خدمة الانترنت، وهو يوم تاريخيِّ، كشارعي التاريخي، يؤرخ لانضمامي التاريخي لنادي مفاليس، ما بعد السابع. جيد أنني صمدت عامين مترنحًا.

أوقفني محمد قبل اللقاء، ليذكِّرني، ونحن على الشارع التاريخي، كيف دخل يوم الخامس من أكتوبر تاريخنا المشترك، التقينا في الخامس منه قبل سابعه على تل قريتنا المهجَّرة، عندما مرغ وجهه بتراب قريتنا المحنَّى، غادرنها للعودة، يوم الأحد. والتقينا أمس (الأحد) في عزاء العزيز عماد الذي غادرنا مبكرًا، تناقشنا في وضعنا التاريخيِّ، ومفاوضات تقودها قيادة مؤتمنة، ربَّما لأوَّل مرَّة في تاريخ شعب تفرِّط قياداته، لكنَّه لا يهزم.

ما يميِّز قُرَّاء إِعبلين، مثل نادي القُّرَّاء في طمرة، البعد عن المهرجانية الاحتفائية الترويجية، ومثالب المؤتمرية والشللية والبروباغندا الإعلامية، كحال الكثير من النوادي الثقافية، التي تجعل نشاطها الثقافي المجامل، مقرفًا، وربما مدمرًا. لا أعرف هل يحتفون بالأدب أم بأنفسهم؟

وكما يمكن أن نلمس من تشكرات الكتَّاب، للقراءات العميقة لكتبهم، لماذا يُشكر الكُّتاب؟ هي هي عقد نقص؟ إذا لا بد من تشكرات، فلتكن للكتَّاب، بروليتاريا عصرنا. وماذا عن القراءات غير العميقة؟ أظنها من تستحق الشكر.

ناقشني قرَّاء إعبلين، وقارئاتها، بمبادرة من العزيز معين عوَّاد، الذي رتب اللقاء، في رواية جسر على نهر الأردن، الذي اختزن تاريخا، وحكايات أساطير، بما ينافس ما جرى تحته من مياه.

نقاش حول الشخوص والخيانات والهزيمة والكرامة، والأهم في الأدب. عدت مشيًا، على شارعي، إلى مخيمي. شعرت كم كان يومي المفعم، قصيرًا!

#جسر_على_نهر_الأردن #إِعبلين #معين_عواد #تحسين_يقين #أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق