كيف يمكن لعبارة
عابرة، تكشف لعابر، في شارع في مدينة الخليل، عن عالم النساء الخفي في المدينة وفي
الأرض المحتلة؟
يظهر صاحب محل، فرح
بحسومات نهاية الموسم، قائمة بأسماء البضائع التي شملتها الحسومات، ومنها ما وصفه:
"المشلح الطويل"، ويقصد نوع من الفساتين المكشوفة، التي ترتديها النساء
في المدينة الفلسطينية الأكثر محافظة كما توصف (وأنا لا أوافق على الأوصاف
المعيارية والنمطية خصوصًا فيما يتعلق بمدينة أحبها كثيرًا كالخليل)، في فضاءات
خاصة بهن، كالأعراس.
تسمح السلطة
الذكورية، بتلك الفضاءات، بشرط أن تبقى حكرًا على النساء، ولا يسمح للذكور رؤية
تلك الملابس إلَّا عبر فاترينات العرض. وإذا تسرب أي شيء من تلك الفضاءات،
فالعواقب وخيمة، كما حدث مع فيلم تضمن عدة مشاهد من جناح (الحريم) في إحدى الأعراس
في القُدْس، وتسبب عرضه بمشاكل اجتماعية، أدت، كما صرحت نساء ظهرت صورهن في الفيلم
إلى حالات طلاق متعددة.
تسهِّل الذكورة
المسيطرة، سوق الأنواع المختلفة من الفساتين، ما دامت تدرّ ربحًا، وفي النهاية،
فإن ارتدائها يخضع لشروطٍ، أي خرق لها، لن تكون عواقبه إلَّا وخيمة.
تسيطر الذكورة المتفشية،
على رأس المال، وتحدد القيم التي تعيد إنتاجه، بكفاءة عالية، حتّى في ظلّ مجتمع
يواجه يوميًا تحديات الاحتلال الكولونيالي، ومثلها الأبرز في الخليل.
نحن إزاء سيطرة
مزدوجة على المال، وعلى القيم التي يمكن أن تتكيف لتخدم تدفق المال، والوسيط أجساد
النساء المتوارية، خلف الجدران العالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق