تتوسَّع
البؤرة الاستيطانية على جبل أبو زيد، لن أتمكَّن من نزوله مرَّة أخرى.
يطل
مخربو التلال من موقعهم على أرض وقفية، على القدس، وبيت لحم، والبحر الميت، وإِرطاس،
والخضر، وخلايل اللوز، وأبو نجيم، وغيرها.
ينزلون
من جبلنا مع أغنامهم، ليسرقوا عشب أغنامنا ويضربون ويعتدون ويطلقون الرَّصاص،
ويقتلون. ما زالت دماء فتيي تقوع، لزجة، لم تجف بعد.
نزلت
الجبل مرَّة، مع واحد من غزلان الجبل، الأستاذ موسى سند، كانت مهمة تاريخية، في
فلسطين كل شيء تاريخي، دلني على المحجر الذي قُصت منه الحجارة لبناء دير الجنة
المقفلة، وكأنَّه يودعني أمانة. تحامل أُستاذي على مرضه الأخير، وبدا تعبًا ونحن نمرّ،
نزولًا، على دار الراهب، وبئرها الضخمة، أخذ استراحات كثيرة، وقوفًا أو جلوسًا، وبلسمه
المخفِّف شفط سيجارة، يتصاعد دخانها يغطي وجهه الشاحب ربَّما كان هذا آخر لقاء لي معه،
قبل أن يسترح في رقدته الأخيرة أسفل الجبل، قبالة الدير، وبجوار عين ارطاس وواديها
الممتد، تكاد فلفلة الست لويزة تظلله.
من
نزولات الجبل، مع يوسف وشاهر وربعهما، في مسار لاستكشاف مقاطع من قناة السبيل التي
حملت المياه إلى القدس، وتوثيق أحد نفقي القناة بطول 120 مترًا، بينما الآخر في
جبل المكبر بطول 400 مترًا، شقه الأسلاف، بضربات المعاول، لاختصار 4 كلم من طول
القناة. استرحنا عند دار الراهب، ونفخ يوسف في نار الصاجية، وغنى وربعه، من أغاني
الانتفاضة الأولى.
صعدت
الجبل أكثر من مرَّة لاقتفاء أنقابًا رومانيَّة، وتحديد مواقع غير مكشوفة للقناة،
ولاستكشاف مساحة الاستيطان، الذي يتجسَّد الآن. قطعة من الجنان قُفلت علينا،
وتهددنا. يقول من يعرف منا، أنَّ ما يظهر في الصورة كنيس. فتحت شباكي أمس مع ضيفي عوَّاد، عشية سفره
إلى أبو ظبي، فرأينا الكنيس يطل ويقترب. تناقشنا
ليس
الموقع الوحيد الذي يضيق سجننا! كم سيطول حرماننا من جبلنا؟
#موسى_سند
#يوسف_أبو_طاعة #عواد_الجعفري #أسامة_العيسة



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق