مع
اشتعال انتفاضة الأقصى في الألفية الجديدة، أصبح معسكر عش غراب، قاعدة لقصف منازل
المواطنين في بيت ساحور، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل وتهجير سكَّانها ومن
بينهم عائلة صديقي يعقوب جريس، ومنه ارتكبت أول عملية اغتيال في انتفاضة الأقصى،
التي كان ضحيتها الشهيد حسين عبيات وامرأتان من المارة.
أدخلت
سلطات الاحتلال تحصينات على المعسكر، وتحوَّل إلى قلعة عسكريَّة، وخلال أعمال
تحصين المعسكر وقعت مفاجأة مثيرة في وسط أجواء الانتفاضة، ففي أثناء حفر منصة
إطلاق للدبابات، اكتشفت مقبرة بيزنطية محفورة في الصخر، يوجد داخلها عدة قبور
مستطيلة متوازية حفرت في الحجر الكلسي، وعثر في إحداها على هيكل عظمي لإنسان
وثلاثة سرج فخارية سليمة عليها كتابة باليونانية.
غادر
جنود الاحتلال المعسكر فجأة يوم 20 نيسان (أبريل) 2006، وسحبوا معداتهم إلى معسكر
أخر للجيش بالقرب من إحدى المستوطنات، دون معرفة سبب ذلك. وكان ذلك مناسبة لناسنا
للوصول بأعدادٍ كبيرة للمعسكر، ولا أرغب بالحديث عن كيفية التعامل الشعبي والرسمي،
إزاء الانسحاب.
بالنسبة
لي كان المهم، تفقد القبر البيزنطي، وهو ما حدث عدة مرَّات، ولاحقًا، وثقت، رفقة
أحمد فنون، ويعقوب جريس، خربة عش غراب الأثرية. تواصلت الزيارات إلى المعسكر،
معظمها مشيًا، مع تجدد محاولات المستوطنين العودة إليه، والتفاصيل كثيرة، حتَّى
حسم جيش الاحتلال الأمر، واحتل المعسكر من جديد.
قبل
شهر، أعلن رئيس تجمع عتصيون الاستيطاني، من عش غراب، إقامة مستوطنة في الموقع، وما
وصفها العودة إلى بيت لحم بعد ألفي عام، وأن اليهود يعودون إلى بيت لحم، مدينة
داود وراحيل!
عش
غراب، يتحوَّل إلى عشٍ للخراب! موقع آخر لن أتمكَّن من الوصول إليه.
الصورة:
في القبر البيزنطي
#عش_غراب
#أسامة_العيسة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق