أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 27 يناير 2024

أن يتذكرك إبراهيم خشَّان!


 


أتذكره، بشعره القَطَط، وبشرته البريَّة السمراء، وهامته البروليتارية، واحد من ثلاثة غزيين من المقربين، في فورة الفتوة المتطاولة، ليس فقط لتحرير البلاد، وإنما لتغيير العالم.

في حرم الجامعة التي نتسلل لها صغارًا، نحن أولاد الشوارع، لنلتقي النشطاء، وحضور الفعاليات، ودعم طرف ضد آخر في انتخابات مجالس الطلبة، وفي كومونة تمراز في بيت ساحور، وأيَّام وليالي النقاشات التي لا تنتهي، التقيت إبراهيم خشَّان في بداية ثمانينات القرن الماضي.

أتذكر كلماته، التي تظهر إباءً واعتزازًا بالجذور، واستعلاءً على النسويات المنسلخات طبقيًا، يتقربن منه، وكأنَّ لفتته، خيانة طبقيَّة. في رومانسياته، يستحضر الشوارع المتربة، والأزقة المظلمة، وأولاد المخيمات يلعبون عراة.

سيختفي إبراهيم، ويعود إلى غزة.

أقرأ له على صفحة مبدعون فلسطينيون، يوميَّات عن الحياة في ظل الحرب. اتصلت قبل أكثر من شهر بالدكتور عبد الكريم، طمأنني على إبراهيم، مؤكدا لي أنَّه هو صاحب اليوميَّات، موجزا ما فاتني، من حياته، وهو كثير.

كتب لي إبراهيم، الذي يعيش الآن في خيام النزوح، يوثق ما ظلَّ من حياة، أنَّه يتذكرني، وتلك الأيَّام، المفعمة بالحماسة، والكتب، والحفرترة، والأحلام.

نحن لسنا شعبا واحدًا يا إبراهيم. نحن شعوب فلسطينية نتضامن مع بعضنا، نحزن لحزنكم، ونعتز بصمودكم، لكن الألم، شيء آخر يا إبراهيم. الألم، مهما حاولنا التظاهر، لا يُشارك.

الألم يدبغ جلود المتألمين. نحن نعد العصي! لا تدعونا ليوم النصر القريب!

من يوميَّات إبراهيم خشَّان:

https://www.facebook.com/photo?fbid=348401658154180&set=a.186524107675270

الصورة: فادي ثابت

#إبراهيم_خشَّان

#عبد_الكريم_خشَّان

#جامعة_بيت_لحم

#محمد_تمراز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق