أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 18 يناير 2024

أمثولة!


 


في مذكراته التي طبعت ثلاث مرَّات في عامٍ واحد، يذكر المعتقل السياسي في سجون عبد النَّاصر ألبير آريِّه، ما يمكن اعتباره أُمثولة، قد تتقاطع مع ما يجري الآن في غزة وباقي الآراضي المحتلة.

يشير آريِّه إلى وجود مجموعة من اليهود في المعتقل، من عصابة لافون التي نفَّذت أعمالًا تخريبية، بتخطيط من الموساد.

لم يكن آريِّه، يعمل في تقطيع الحجارة في الجبل، لأسبابٍ يفصِّلها، لكن هذا لم ينطبق على معتقلين سياسيِّين آخرين ومنهم من الشيوعيِّين الفلسطينيِّين من قطاع غزة.

يذكر آريِّه: "كان الموقف داخل الليمان مضحكًا وغير مفهوم، فاليهود الشيوعيُّون (يقصد المصريِّين) يرفضون التعامل مع اليهود الصهاينة، في حين أنَّ الإخوان المسلمين لا يجدون مشكلات في التعامل معهم، ويريد الفلسطينيِّون حشد كل الشيوعيِّين للتضامن مع الصهاينة ضد ضرب إدارة السجن لهم. شهادة للتاريخ، فإنّ مَن طلَب من الشيوعيين أخذ موقف ضد ضرب أعضاء شبكة لافون كان حسن الجبالي".

اتخذ الجبالي موقفه، على أساس أخلاقي، بغض النظر عن هوية المجسونين. لكن ماذا فعلت به الأيَّام. يكمل آريِّه: "حينما أُفرِج عنه بعد ذلك ذهب إلى غزة وانخرط في المقاومة، واغتاله عملاء الموساد في منزله في أثناء تناوله العشاء عام 1967".

في مذكرات آريِّه إنحيازات، وتجارب في الموضوعية، كما في نظرته للأخوان المسلمين، ورموز منهم كمهدي عاكف عرفهم المؤلف خارج السجن وداخله. يمثِّل آريِّه موقفًا متقدمًا، مقارنة، مثلًا، بمواقف صديقه الحميم، رفعت السعيد، أحد أكلح الوجوه في اليسار المصريِّ.

في الكتاب إشكاليات تحريريَّة ولُغوية، هي من "كلاسيكيات" دور النشر العربية.

*ألبير آريِّه، مذكرات يهودي مصري، تحرير: منى عبد العظيم أنيس، دار الشروق، الطبعة الثالثة، 2023م.

#مذكرات_يهودي_مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق