أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 يناير 2024

التخليل السياسيِّ!


 


أعتقد أنَّ الحرب على غزة تطرح (أو يجب أن تطرح) الأسئلة حول وظيفة التحليل السياسيِّ. بعد أكثر من مئة يوم، يلوك المحللون السياسيُّون نفس الكلام. لو أخذنا قناة الجزيرة مثلًا، التي استثمرت بعدد كبير من المحللين السياسيين، وعلى مدار الساعة، فإننا يمكن أن نلاحظ، أنَّهم يكرورن نفس الكلام الذي بدأوا به تحليلاتهم، مع بداية الحرب.

لا نرى محللًا، يمتاز بمصادر معلومات، أو أنَّ جهات فاعلة تزوده بمعلومات، أو أنَّه يبحبحش ليقدِّم جديدًا. أظن أنَّ المهم، لدى إدارات القنوات الإخبارية، هو تعبئة ساعات البث الطويلة.

لا تبذل هذه القنوات جهدًا، للحصول على سكوبات. حتَّى قناة مثل الجزيرة، التي لها علاقات وثيقة مع الحكومة القطريَّة، وهي فاعل سياسي وتفاوضي في هذه الحرب، لا تحصل على سبقٍ، أو معلومات خاصة. أمر غريب فعلًا، بل إنَّها تنقل أخبار التفاوض، كعواجل عن القنوات العبرية، حتَّى دون التأكد من صدقيتها.

يبدو أنَّ المحللين العسكريين، أفضل حالًا من "المخللين" السياسيِّن، الذين يخللون الكلام، دون الانتباه لمخاطر أن ينتن الكلام وتفوح رائحته. فأضعف محلل عسكريِّ، يعرف على الأقل أنواع الأسلحة، وبعض أساليب القتال.

تلجأة قناة الجزيرة، وربما قنوات أخرى بنقل معلومات عن صحفٍ، لديها مصادر معلومات، مثل النيويورك تايمز، والواشنطن بوست، وول ستريت جورنال، في حين أنَّها لا تبذل جهدًا في الوصول إلى معلومات خاصة.

نجحت الجزيرة وقنوات أخرى، بفضل مراسليها، في نقل الأحداث، وأعتقد أنَّ توصيل المعلومات للنَّاس، وتركهم يحللون، أفضل بكثير من فرض "مخللي" الكلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق