أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 13 يناير 2024

عندما يستولى العدو على المواشي!


 


لست ضليعًا في شؤون جنوب إفريقيا، للحديث عن شخصيَّة نلسون مانديلا، لكن قراءة مذكراته: (رحلتي الطويلة نحو الحريَّة) التي أصبحت فلمًا، لن يقدر لمانديلا مشاهدته، أمدتني بالكثير من المقارنات بين وضع فلسطين وجنوب إفريقيا، فيما يلي بعضها:

**المؤتمر الوطني الإفريقي- يوازي منظمة التحرير الفلسطينيَّة أو حركة فتح.

*الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي-يوازي الحزب الشيوعيِّ الفلسطينيِّ (والإسرائيليِّ، والأردنيِّ).

*المؤتمر القومي الإفريقيِّ-يوازي الجبهة الشعبيَّة (أو جبهة الرفض)..

*في عام 1948م فاز الحزب الوطني مؤسسًا لنظام الفصل العنصريِّ-إسرائيل تأسست عام 1948م.

*الكنيسة الإصلاحية الهولنديَّة وفرت للتفرقة العنصريَّة أثسسها الدينيَّة-الحركة الصهيونيَّة جيرت اليهوديَّة لأيديولوجيتها.

*اتخذت لغة الافريكانا لغة رسمية لجنوب إفريقيا-العبرية لغة رسميَّة لدولة الاحتلال.

*اعتبرت الكنيسة الاصلاحيَّة الهولنديَّة انتصار الحزب الوطني يضاهي عودة بني اسرائيل لأرض الميعاد- نفس الرؤية الصهيونيَّة لتأسيس دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

*جنوب إفريقيا وطن الرجل الأبيض إلى الأبد-إسرائيل الوطن القومي لليهود للابد.

*رُفع شعار من وطنيين أفارقة: "لنلق الرجل الأبيض في البحر"- اتهامات برفع شعار "لنلق اليهود في البحر" أنكرها لاحقًا محمد حسنين هيكل والمذيع أحمد سعيد.

*الاجراءات في سجن جزيرة روبين تذكِّر بإجراءات الاحتلال في معتقل الفارعة العسكريِّ مثلًا. فيما بعد فاق القمع كل قمع.

*مانديلا في بداياته: "لم أكن من أنصار الرمي بالرجل الأبيض في البحر، ولكنني سوف أكون في غاية السعادة لوّ أنَّه استقل بواخره ورحل عن القارة بمحض الصدفة"-الشقيري عشية حرب حزيران من فندق الامباسدور بالقدس نفى نيته إلقاء جميع اليهود في البحر، وأعلن أنَّه سيسمح للبواخر بنقل ما تبقى من اليهود. في اليوم التالي هرب من الفندق الذي أصبح مقرا لقيادة جيش الاحتلال، إلى عمّان، تاركًا البلاد والعباد لمصيرهما.

*من سياسة النظام العنصري مهاجمة قواعد حزب المؤتمر الإفريقي العسكرية في الخارج-دولة الاحتلال الإسرائيلي صاحبة سجل حافل في قصف مواقع الفدائيِّين والمدنيِّين الفلسطينيين في لبنان وغيرها، وبعد أوسلو، قصف المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

*قُتلت المناضلة البيضاء روث فيرست بطرد ملغم في لندن اغسطس 1982-أسلوب مارسه الموساد الإسرائيلي.

هذا جزء من المقارنات المغرية وهي كثيرة بيننا وبين جنوب إفريقيا. لكن تميَّز مانديلا عن قادة حركة المقاومة الفلسطينية، بأمور كثيرة، أهمها التعلم من الدروس، واستراتيجيات التعامل مع السجَّانين في السجون، وتمسكه بفضيلة التعلم، والقيم الثوريَّة.

*بادر مانديلا وهو في سجنه لفتح حوار مع النظام العنصري، وطوال المفاوضات التي استمرت لاحقًا تمسَّك بالمباديء التي انطلق منها النضال-انتقادات كثيرة وجهت للمفاوضات الفلسطينيَّة-الإسرائيليَّة، واتهامات بالتنازل. أمَّا شخصيَّات التفاوض الفلسطينيَّة، فخسارة فيها الرمي بالأحذية.

*اصرار مانديلا على اطلاق جميع المعتقلين السياسيِّين وهو ما حققه-أمَّا هنا فالقصة قد لا تكون معروفة لأجيال جديدة، لكنَّها كانت قضية رأي عام محلي استمرت سنوات. برر المفاوضون الفلسطينيون فشلهم، أنهم اعتمدوا على حسن النوايا الإسرائيليَّة، باطلاق الأسرى ما دام الصراع انتهى أو في طريقه لذلك.

*مذكرات مانديلا فيها الكثير من الدروس الشخصيَّة والعامة. تميزت بالصدق، والشجاعة.

*بقيادة مانديلا تأسس في جنوب إفريقيا نظام ديمقراطي شكَّل بداية طريق مفعمة بالأمل. في نفس الفترة تأسس حكم ذاتي محدود على جزء محدود من أراض فلسطينية، سمته الأساسية الفساد، والاعتقال السياسي، والفردية

*"تحركوا أيها الجبناء، فقد استولى العدو على المواشي"-هتاف المحاربين الإفريقيين كما اورده مانديلا.

*الشعارات التي تطلق الآن من غزة وفلسطين، غير قادرة على تحريك الجناح الذي انتصر في منظمة التحرير، وعندما يتحدَّث رموزه في الفضائيات، يظهرون سقوطا أخلاقيًا وغباءً سياسيًا.

#نيلسون_مانديلا

#جنوب_إفريقيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق