سمفونية عالمية "تعمد" بيت لحم

اهدى الموسيقي (كيكو ارجويللو) سمفونيته التي قدمها ليلة امس 200 عازفا ومنشدا في قصر المؤتمرات ببلدة الخضر، غرب بيت لحم  الى فلسطين.

وخاطب ارجويللو، بتواضع آلاف الحضور، ومعظمهم جاء من الجليل: "اخوتي الاعزاء، كيف ادعي التلحين؟ اهو غروري؟ مهما يكن، قال لي مرة كاهن عجوز: لا تترك ابدا فعل الخير خوفا من الغرور، لان هذا يأتي من الشيطان، "عمل الخير" هل محاولة تأليف عمل موسيقي هو خير؟ لماذا ابرر ذاتي. انني حقا ابرر ذاتي، سامحوني. اقدم لكم عملا موسيقيا صغيرا، او لو كان احتفاليا، عن معاناة الابرياء، معاناة السيدة العذراء، ريما تنجح الموسيقى في قول شيء ما اكثر عمقا عن موضوع مهم كهذا".

وبدا (ارجوييللو) فعلا كواحد يريد تبرير ذاته في الحفل الذي نقلته محطات فضائية الى اكثر من 18 دولة في العالم، وقدم شروحا مستفيضة، قبل ان يدخل المايسترو الشاب باو خوروكيرا، ليقود الفرقة الموسيقية الكبيرة.

ورغم ان العمل الموسيقي بدا مثقلا، بمرجعيات اخلاقية ودينية، اراد (ارجويللو) تحميلها للعمل، الا انه قدم عملا ابداعيا بملامح ملحمية، مستوحيا علاقة المسيح بمريم العذراء، وعلاقتهما بظرفهما الصعب، وتدرجت السمفونية، محملة بالألم والانين والشجن، وانتهت بقيامة المسيح، وكان (ارجويللو)، وهو على ارض الميلاد، سكنته اساطير الشرق القديم. وتردد في داخله رجع اصوات رعاة بيت ساحور، الذين بشروا بذلك الفرح العظيم. وانعكس ذلك باصوات المنشدين.

أُفتتح الحفل بصلوات دينية، وبعد ان انهى قائد الفرقة عمله، وكان مطلوبا من البطريرك فؤاد طوال، بطريرك اللاتين في القدس والاراضي المقدسة، تقديم عظة، صعد الى المسرح متأثرا وقال: "لا اعتقد بعد ما سمعناه من هذا الفن العظيم اننا بحاجة لإلقاء عظة".واضاف: "نحن الشعب الذي يستحق ان يسمع مثل هذا الفن، المحمل بالآنين والوجع، والالم، والميلاد، نحن الابرياء الذين نعاني، ولكن المعاناة في هذا العمل الموسيقي يتبعها الاحتفال بالقيامة، وبنشيد هللويا، ان الالم والفرح يشكلان جدلية الحياة".

(كيكو ارجويللو)، الذي اختار كلماته بعناية، وبحماس، متجنبا الغوص في سياسة الشرق الاوسط، بدا في اخر الحفل، منفتحا اكثر، وهو يحي جمهوره الفلسطيني، وقال مبتسما: "غدا سنقدم هذا العمل في القدس، لقد طلب اليهود مشاهدته، ولا اعرف اذا كان الامر سيمر بسلاسة، ادعو لنا".