"كان
رجالنا يضيقون من الحكاية التي تتردَّدَ بين الوقت والآخر، الموغِلة في قِدَمٍ، لا
يمكن تحديده، وتتحدَّث عن رجلٍ مغربيٍّ مرَّ بالقرية، ويعرف مثل كلِّ المغاربة
الأسطوريِّيْن المطبوعين في ذاكرة جمعيَّة غير محدَّدة أبداً الكثير، وعندما شرب
من ماء العَيْن، وتذوَّقه، قال للمتباهين بوسامتهم بأنه قد يحدث خلل ما، ويمكن
لمَنْ يشرب من ماء العَيْن أن يتحوَّل من رجلٍ إلى امرأة أو العكس، وكُلُّه بعلمه
وإرادته، ذلك الذي خلقنا ويراقبنا من عَلٍ، ويعلم ما نُظهِر وما نُبطِن، وما
يستقرُّ في الصدور لا يخرج ولا يظهر. وبسبب شعور رجال القرية بتفوُّقهم الجماليِّ،
ليس فقط على نساء القرية، متجاهلين أنهم يمكن أن يتحوَّلوا إلى نساء دميمات، وإنما
بزَّهم لوسامة أقرانهم من القُدْس وقراها، فإنهم اتُّهموا دائماً من أولئك
الأقران، بالغطرسة، والاستعلاء، وقيل عن رجال قريتنا بأنهم: «شايفين حالهم»، وكيف
لا يحدث هذا، فحتَّى الماء، الذي خلق منه الله كلَّ شيء حيَّاً، يشهد لهم؟!"
#سماء_القدس_السابعة
#أسامة_العيسة
#منشورات_المتوسط
#معا_لنحارب_طواحين_الهواء