أكثر ما شغلنا، في الدقائق الأولى لفجر
الجمعة (13-5-2016)، البحث عن قلم، لتوقع ليلى الأطرش لي، نسخة من روايتها (ترانيم
الغواية)، في المكان الذي وقَّع فيها فتية بيت لحم، خلال الأشهر التي سبقت ذلك
بالحجارة والدم، في أخر انتفاضات الموت المجاني، ليعيدوا للكبار تعريف المرحلة. ما
أقساه من ثمن، لهدف لا يستحق. ليظل الكبار في كِبرهم وعليه، وليعش الصغار.
ليلى الأطرش، تشبه بيت لحم، وبيت ساحور،
والقدس. تشبه نفسها، وتشبه كلماتها، وتشبهنا..!
كانت سهرة للحنين والعودة، مع ليلى، والروائي
العراقيّ علي بدر، والكاتب صالح أبو لبن، وإيهاب بسيسو، الذي سيحرره موقف، من ربقة
السلطة، ومجموعة أخرى من الأصدقاء والصديقات، في ضيافة يوسف أبو طاعة.
كان ذلك الفجر، أمام متحف بيت لحم، فجر
ليلى، مفعم بالندى المشبع بدماء الفتية الشهداء والجرحى، التي خبرتها في الأشهر
السابقة، وروائح أيدي راشقي الحجارة، ومشعلي الإطارات، وما تبقى من غاز المحتلين.
راقبت ليلى وهي تستعد للابتعاد، بينما استقل
السيارة مع شوقي العيسة المتحرر، حديثًا، من ربقة الوزارة.
في
اليوم التالي عادت إلى عمّان، مدينتها الأخيرة، تاركة بيت ساحور، مدينتها الأولى،
إلى الأبد هذه المرة.
كرمتّني بكلماتها على صفحتها: "أسامة
العيسة، ظلت كلماته تسحرني دون أن ألتقيه وهو يكتب فلسطين في أجمل تصوير، بوح
الأمكنة واستنطاق التاريخ،لم تكن زيارة الساعات القليلة لمتحف بيت لحم ولقاء
القائمين عليه لتكتمل بنشوتها إلا بوجود ساحر الكلمة العزيز أسامة العيسة.. شكرًا
لكم جميعًا، أنتم الصامدون كروح الوطن".
مثل هذه الكلمات تخجلني، ولا أذكرها عادة،
لكنّني أستعيدها الآن كشهادة، لمن تركتنا، إلى الباقية، نغالب هذه الفانية..!
#ليلى_الأطرش
#يوسف_أبو_طاعة
#شوفي_العيسة
#عمّان
#صالح_أبو_لبن
#إيهاب_بسيسو
#بيت_لحم
#القدس
#بيت_ساحور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق