في منزل قديم في رام الله التحتا، نشأت صداقة بين عدوين تقليدين، ولكنهما أصبحا أصدقاء في مقر الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان، التي تتخذ من المنزل المتواضع مقرا لها.
في ساحة المنزل، تتصادق قطة صغيرة كفيفة، مع
كلبة كفيفة أكبر منها قليلا، تتدبران نفسيهما وسط مجموعة من الحيوانات التي تعاني
من عاهات مستديمة أو إصابات، وأخرى تتعافى من عمليات أجريت لها في مقر الجمعية.
تلعب القطة والكلبة في الساحة، وتنامان معا،
وتسيران خلف بعضهما، تستخدم كل واحدة ما حبيت به من مهارات تعوض نسبيا عدم الرؤية.
بعض الكلاب، تبدو مسترخية، تتعافى من عمليات
جراحية أجريت لها، بينما تتقافز كلبة أجريت لها عملية زرع بلاتين ناجحة في رجلها،
وتبدو فرحة، بوضعها الجديد، وهي تجرب المشي والقفز.
في غرفة متواضعة في مقر الجمعية، ينهمك
الدكتور أحمد جاد الله، بإجراء عملية لقطة، هي العملية الثالثة التي يجريها،
بنجاح، منذ الصباح، في مكان غير مهيأ لغرفة عمليات، ولكن المهم بالنسبة لجاد الله
هو التعقيم، ومساعدة الحيوانات بالإمكانيات المحدودة التي تعمل بها الجمعية.
يخرج الدكتور جاد الله من الغرفة، ليعاين
ضيف جديد، كلب جلبه أصحابه من مدينة بيت لحم، يعاني من عدة أمراض، لم تنجح الأدوية
في شفائه.
يقدم جاد الله تشخيصه المتوقع للكلب المريض،
الذي يبدأ طاقم الجمعية العناية به، ومن جوانب العناية، الاهتمام النفسي، بوجود
مختص دارس مجاز أكاديميا في سيكولوجيا الحيوانات، تمكن من نسج علاقات ودية مع
نزلاء ونزيلات الجمعية، ويمكن رؤية القطط والكلاب التي تعاني من آلامها، تلحق به،
بحثا عن مزيد من الحنان.
تستجيب الجمعية لنداءات الاستغاثة، ويخرج
الموظف الميداني، إلى المواقع التي يوجد فيها حيوانات تعاني، وتحتاج إلى المساعدة،
وللجمعية سيارة إسعاف مختصة بهذا الأمر.
تنسج الجمعية، علاقات مع المجتمع المحلي، من
خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتشيد الجمعية، بتبرعات المواطنين، كتبرع إحدى
العائلات، بمداعس للحيوانات، لحمايتهم من برد الشتاء الذي يطرق الأبواب.
تنشر الجمعية بعض قصص نجاحها في إنقاذ
الحيوانات، ككلب نجح طاقم الجمعية بعلاجه من الجرب، أو نجاح عمليات جراحة العظام
وزراعية البلاتين للقطط، ضحايا سرعة السائقين الزائدة على الطرقات.
تفخر الجمعية بنشر ثقافة الرفق بالحيوانات،
التي تجعل مجموعة من الأطفال، تصل مقر الجمعية، حاملين حمامة مصابة لعلاجها.
تعلق الجمعية: "نفتخر بجيل يتغير وفي
قلبه الرحمة والتعاطف".
تدعو الجمعية، المواطنين، لتبني حيوانات،
تنشر صورها، في حين تتابع بعض حوادث الاعتداءات على الحيوانات، كما حدث مؤخرا
لقطة، في محل للمواد التموينية في جنين.
تواصلت الجمعية، مع متطوعيها في جنين، ومع الأجهزة
الرسمية، وشكرت شرطة وإدارة مباحث جنين والمباحث الالكترونية على سرعة الاستجابة
والتنفيذ، باعتقال مرتكب الجرم بحق القطة وتعذيبها.
العداء المستحكم بين القطط والكلاب، يختفي
في هذا المنزل القديم في رام الله القديمة، بينما ستتابع القطة والكلبة الكفيفتين
حياتهما معا، حتى تنهي الجمعية تقديم كل ما يلزمهما، وتعرضهما للتبني، ليأتي دور
التعاطف الإنساني، لإسناد التعاطف الحيواني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق