عندما وقعت مذبحة الأقصى الأولى يوم الاثنين
8 أكتوبر عام 1990، والتي أصبحت تمرّ ذكراها دون أن يتذكرها أحد، كتبت تحقيقّا،
نشره خليل توما، في مجلة اليسار القاهرية، أمّا صديقي سعيد عياد، فتوسع، وأصبح ما
كتبه مادة تصلح لكتاب، سعينا معا لنشره. اختار سعيد صورة الغلاف، من جريدة معاريف
العبرية.
لم يكن العثور على ناشر، أمرًا سهلًا، وفي
النهاية صدر الكتاب عن دار الأسوار في عكا، وطبع في بلدة الرام.
استلمت وسعيد، نسخ كتابه يوم 15-12-1990م، أعرف
ذلك الآن، من التاريخ الذي وضعه على أول نسخة تخرج من المطبعة أهداها لي، وعليها
التاريخ والمكان: الرام.
عملت وسعيد في عدة وسائل إعلامية خلال
الانتفاضة الأولى، منها إذاعة القدس، إحدى مآثر أحمد جبريل (ها أنا أذكر محاسن
موتاكم)، وصحف عربية، وعندما أغلق المحتلون المكتب الإعلامي الذي كان يديره
الدكتور سري نسيبة، ذهبنا إلى منزله في الشيخ جراح، مطالبين بما لنا في ذمته وكان
50 دينارا، كانت مهمة بالنسبة لنا نحن المفلسين، ولم نقبل بأعذار سري، الذي توقف
آنذاك الدعم الذي كان يتلقاه من المنظمة في تونس كما قال لنا.
سري من المثقفين الفلسطينيين القلائل الذين
يعرفون تاريخ فلسطين الإشكالي، وأقصد بالقلائل، النادرين، ولكنه، للأسف، صاحب
مواقف بعضها يمكن وصفه بالحقارة.
في ذلك اللقاء، كان أول تعرفي على نعيم
الطوباسي، الذي سيصبح نقيب الصحفيين المخضرم، ومنصبه مثار حسد من صحفيين طامحين من
حركة فتح.
صدمني رحيل الدكتور سعيد، المفاجئ، وأحزنني
ما كتبته ابنته الإعلامية ضحى:
سعيد مات
أنا بدي حدا يساعدني
مبارح بالليل طلب مي من الممرضة
ورمتلوا إياها على الأرض عزت عليه حاله
زعل ومات
أنا بدي حق أبوي
سعيد كان، لفترات، من دعائم الإعلام الرسمي،
الذي تقوده حركة فتح، تباعدنا أحيانًا، ولكنني حفظت دائمًا، الخبز والملح، الذي
بيننا.
#سعيد_عيّاد
#ضحى_عيّاد
#سري_نسيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق