في قُدْس السبعينات، ظَلّ كتاب الرئيس
الأميركي جيمي كارتر: لماذا لا ننشد الأفضل؟ في ظِل واجه عرض الكتب لمكتبة المحتسب
في شارع صلاح الدين في القدس، حتّى اصفرّ من الشمس، وذبل.
الجزء الأوّل من مذكرات باراك أوباما: الأرض
الموعودة بأكثر من 800 صفحة، يحظى بقراء في فلسطين المحتلة، دون أن يخشى أي منهم
اتهامه، بحب أميركا، أو أوباما، أو ضبطه بميول إمبريالية غير معلن عنها.
ما الذي تغيّر؟
أميركا، أم نحن، أم الزمن، أم أن أوباما
مختلف؟
عرض أوباما، للقضية الفلسطينية المختصر،
مقبول إلى حد بعيد، ربما تنصح حركات فلسطينية، يُشكلّها الشباب في زمن مقبل،
رفاقها بقراءته، بدلاً من الهذر البروباغندي، والكذب على الذات.
لا أريد التطرق إلى ما ذكره أوباما، في
الشأن الفلسطيني، ولكنّني أتوقف إلى ما ذكره، في معرض نقده للقيادة الفلسطينية.
"لم تخرج من بين الفلسطينيين شخصية مثل
غاندي أو هافل تمتلك القوة الأخلاقية لإطلاق حركة لاعنفية تقلب الرأي العام الإسرائيلي".
المقاومة الفلسطينية، ذات التضحيات الكبيرة،
والفشل المتكرر، لم تكن سوى ردة فعل على الاحتلال وبطشه، لم يتسنى لها حتّى الآن،
مراجعة نقدية لما حدث، ولن يتسنى..!
في نظرة إلى الخلف، أتخيّل، أنَّ واحدا مثل
توفيق زيّاد، الذي كان يستقطب الحشود الألفية، لسماع خطبه في مخيمات العمل التطوعي
في الناصرة، من أنحاء فلسطين الانتدابية كافة، الّتي وحدّها الاحتلال في حزيران
1967م، كان يمكنه أن يكون الشخص صاحب القوة الأخلاقية، الذي يقود شعبه لنصر، ولو
جزئي، ولكنّه لا أظنه رأى في نفسه ذاك الشخص، ولم يكن يستطع أن يكونه، لالتزامه
بالشيوعية الأرثوذكسية الطاغية آنذاك، وفخ حل الدولتين، ووهمه، وميتافيزيقيته.
منذ الحاج أمين، عرّاب، الاغتيالات
الداخلية، تفتقد القيادات الفلسطينية، ليس فقط الوعي، والإرادة، والهدف، والإخلاص،
وهو ما تتشابه فيه مع القيادات العربية، ولكن أيضًا، القوة الأخلاقية. لقد صرفت
المقاومة من رصيدها الرمزي، حتّى فرغ.
ليس غريبًا تشخيص أوباما لوضع السلطة
الفلسطينية، الذي لا يريد أحد منها ومن المعارضة رؤيته: "الواقع أنه لم يكن
بوسع عباس أن يعطي الإسرائيليين الكثير مما لا يستطيعون أن يأخذوه بأنفسهم".
والتفسير: الاحتلال هو المشكلة أولاً وعاشرًا.
يتحامل أوباما، على عبّاس والحكّام العرب (من
يريد معرفة التفاصيل أحيله للكتاب)، كما يتحامل على نتنياهو، بل على كل قادة
العالم الذين عرفهم، باستثناء واحدة هي المستشارة الألمانية ميركل، التي هلّ
هلالها علينا، قبل رحيلها، ووصلت إلى القدس، لتعلن للعالم، التزامها بدعم الاستعمار
الإسرائيلي، بدون نقد، أو أن يرف للعالم جفن.
عالم بلا جفون..!
#الأرض_الموعودة
#باراك_أوباما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق