أوّل ضابط مِن ضباط أحمد عبد العزيز، سقط
كان الملازم أنور الصيحى، في يوم اعتبره بأنه أروع أيّام فرقته، لأنه سبقه نطح
الفرقة كلّ المستعمرات اليهودية في الجنوب، وعندما فرغوا من معاركهم مع مستعمرتي
بيره وبيت إيشيل، دخل المتطوعون بئر السبع، حاملين جثة الصيحي مهللين، ولكنَّه لم
يستطع حضور الجنازة العسكرية، لأنه خرج على رأس قواته قبل الفجر نحو الخليل،
لتأمين مؤخرة الجيش الرسمي الواقف على الساحل.
في الخليل، طاف أحمد عبد العزيز ورفاقه، حول
المدينة في مظاهرة عسكرية لطالما وصفها فيما بعد بالرائعة، أما جنوده فطافوا حول
القبر المقدس لإبراهيم الخليل وهم بملابس الميدان كاملي التسليح، طالعهم بإعجاب
وبشجون هامسا لنفسه، بأنه لم ير منظراً كهذا اختلطت فيه معاني القداسة بمعاني
القوّة العسكرية. نحن كنّا نطوف حول أنفسنا في منتزه بيت ساحور فرحين بانتصارنا
الطلابي، أحمد عبد العزيز كان على قناعة، بأن جنوده استفادوا من الدوران حول قبر
الخليل، وكان لهذا أثره في زحفهم السريع إلى بيت لحم، حيث كانت تنتظرهم المعركة مع
رامات راحيل.
نحن بعد كلّ تلك السنين، كنّا في مرمى نظر
مستوطني رامات راحيل، التي تطورت إلى ما يشبه مدينة أوروبية، ونحن ندور..وندور،
سكارى بنصرنا الطلابي على بعضنا البعض، حتّى ساعات الفجر.
#البطل_أحمد_عبد العزيز
#قبلة_بيت_لحم_الأخيرة
#الخليل
#الحرم_الإبراهيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق