يتبادل المستعمَرون، والمستعمِرون، الأدوار في الأراضي المقدسة،
ويقلد المستعمِرون، المستعمَرين، في أساليب الاحتجاج، من التمنطق بالكوفيات، إلى
رشق الحجارة، والاستعراضات العسكرية، ورفع شارات النصر.
توسعة شارع الستين الاستيطاني؛ مشروع التوسع الاستراتيجي الاستيطاني،
ما بين القدس والخليل، لم يثر ردود فعل لدى المستعمَرين، أصحاب الأرض، وهو أمر بدا
لي غريبًا جدًا، حتّى لم نسمع بردود فعل ماسخة، كالبيانات والتصريحات من المسؤولين
أو البلديات أو من الانجوزيين، وكان يمكن لسماجة الردود الاستمرار، لولا تدخل فئة
من المستعمِرين.
خلال أعمال توسعة الشارع الضخمة، دمرت جرافات الاحتلال، معالم أثرية،
وتراثية، ولكن مكر الأمم التي سبقتنا للعيش هنا، ونتنافس على إننا أحفادها، حسب
مزاجنا السياسيّ، والهُوياتيّ، يظهر في أوقات لا نتوقعها.
اصطدمت جرافات الاحتلال، بمجموعة كبيرة من القبور الأثرية على شارع
القدس-الخليل، ما بين مستوطنتي النبي دانيال، واليعازر، وبعد الكشف الأثري، أُعيدت
إلى العصر البرونزي، فنمط هذا النوع من القبور المهيبة معروفا للأثريين.
تحرك متدينو المستوطنات الأرثوذكس، في جنوب القدس-بيت لحم، وبدأوا
حملة احتجاجات، ضد أي مساس بالقبور، باعتبارها تُمثّل قبور أسلافهم بني إسرائيل،
تحركت حكومة الاحتلال، مستعينة بـ"المتنورين" من المستوطنين، في حملة شرح
للمستوطنين السلفيين، بأن القبور في الواقع، هي لأعداء بني إسرائيل، إنها قبور
كنعانيّة، ولكن لا أحد من عَبَدَة الأسلاف اليهود يريد أن يفهم.
أحاطت حكومة الاحتلال منطقة القبور، بسياج من الصفيح، وسياج آخر من
الأسلاك الشائكة، عَبَدَة الأسلاف، وجميع المستعمَرين والمستعمِرين في الأراضي
المقدسة، نحن وهم (من نحن ومن هم؟) عَبَدَة أسلاف، نختلف في الدرجة.
المستوطنون كما فعلوا اليوم، يرمون أنفسهم أمام القبور مغلقين الشارع،
والغريب أن وسائل إعلاخ فلسطينية ما إن يصلها خير كهذا، حتّى تتحدث عن تجمعات
للمستوطنين، في إشارة إلى هجوم مرتقب من المستعمِرين على المستعمَرين.
***
-الصورة: صورة من الجو للقبور.
#شارع_القدس_الخليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق