ذات مرّة في مقهى في قاع عمّان، يلتقي فيه
الآتون من الضفة الغربية المحتلة، إلى الضفة الشرقية غير المحتلة، يتبادلون
الأخبار، والنصائح، والأشواق، والذكريات، أمسكت بالجريدة، قبل أن يأتيني فنجان
القهوة. أحد العناوين الرئيسة، عن انقلاب بن علي، على سيده بورقيبة، لم يكن الخبر
طازجًا، هو خبر الأمس، ولكن ما أدهشني، الصورة المرفقة مع الخبر؛ دكنجي تونسي مسن،
يزيل صورة الرئيس السابق عن الجدار، ليضع صورة الرئيس الجديد. هكذا، وكأنّه في
ترتيب روتيني في دكانه، وليس شأنّه من يجلس على الكرسي.
تأملت الصورة كثيرًا، ونسيت من كنت أنتظر،
وبدا لي، رد الفعل القدري لواحدٍ من الناس، لا يهمه كثيرًا من سيحكم، عجيبًا.
قبل سنوات، وفي عصر الفيس بوك، وجدت صديقًا
قديمًا، قد أصبح شاعرًا، يضع على رأس فيسه، صورته مع بن علي، مرفقة برطانة عن تونس
وفلسطين. مدفوعًا بالصداقة القديمة، علقت أنه يفترض أن لا يلتقط الشعراء، صورًا مع
الرؤساء والسياسيين، في استصغار ودونية لما يفترض أنّه مثقف أمام السياسيّ الفاسد،
وكل سياسيّ عربيّ هو فاسد.
لم أكن أعلم، أنّه بعد عدة أشهر، سيطاح ببن
علي، ولا أعرف ما إذا كان الشاعر الواعد، قد ركب موجة الثورات، وتشفى بالرئيس
المخلوع.
في العالم العربيّ، لا فروق بين المتوج
والمخلوع، فمرّة نحكم بالقبيلة، ومرّات بالجيش، دوامة لا تنتهي، ولن تنتهي.
طوبى لمن لم يُسَحج، ولم يُطبّل..!
#انقلاب_تونس
#بورقيبة
#زين_الدين_بن_علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق