أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 22 يوليو 2021

عنوان مستفز وكاتب لا يفقه/جوزيف حزبون

لا شك أن العنوان استوقفني كفلسطيني مسيحي، وبالتالي حرصت على اقتناء نسخة من الرواية للاطلاع على الرابط بين العنوان "المستفزّ" وبين مضمون الرواية. والحقيقة أنني شعرت بالاستياء الكبير الذي تحوّل إلى امتعاض من هذا التصرّف غير المقبول والذي سأشرحه فيما يلي.

أولا، يجب الإشارة إلى أنّ الكتاب يقول عن لوحة الغلاف: "رامبرانت / هولندة". والواقع أن صورة الغلاف لتلميذ رامبرانت واسمه إيرت دي غيلدير (١٦٦٧) وفيها يظهر يهوذا وكأنه يخنق بيده عنق تامار. والصورة تعبّر خير تعبير عن مضمون الرواية حيث يتناول الكاتب قصة يهوذا وزوجة ابنه تامار التي وردت في سفر التكوين.

ثانيا، رغم أن الرواية مقتبسة عن قصة وردت في سفر التكوين الفصل ٣٨، لكنّ الكاتب لم يُشِر لا في وصف لوحة الغلاف ولا في أي مكان من الرواية إلى الرابط المباشر بين الرواية التوراتية وبين روايته. وفي هذا تقصير لا يغتفر.

ثالثا، الرواية توراتية بامتياز ولا علاقة لها بالمسيحية ولا بالإنجيل. وهنا نتساءل كفلسطينيين مسيحيين: لماذا الزجّ بتعبير مستفزّ مثل "الإنجيل المنحول" وربطه بلفظة ممجوجة ومرفوضة في مجتمعنا وهي لفظة "الزانية" التي ارتبطت بكلمة "المعبد" وهو لفظ وثني لا يمت للديانات التوحيدية بصلة؟

رابعاً، نحن كفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، معركتنا مع الصهيونية واستغلال الرواية التوراتية لأهداف سياسية. فلماذا الزجّ بالمسيحية والسيد المسيح له المجد وبمفهوم المسيحية عن الذات الإلهيّة، في وسط أحداث هذه الرواية التي لا علاقة لها إطلاقا بالمسيحيّة إلا من خلال روابط مستفزّة يحق أن نسميها "الرابط العجيب" لأنه غير موجود؟

خامساً، قمّة الاستفزاز لا نجدها في الرواية التي حاكها الكاتب العَيَسة بخيال واسع وأسلوب جميل يجب الإشادة به، بل نجدها في ما بعد الخاتمة، أو في ما أسماه المؤلف "الملحق" والذي وضعه -بحسب ادّعاء الكاتب- ذاك الذي عثر على الإنجيل المنحول. فهنا يتعرض الكاتب لموضوع لا يمت بأي صلة للمسيحية ولا للمؤلفات المسيحية ولا للأناجيل سواء القانونية أو المنحولة. فلماذا هذا الخلط؟ هل هو خلط عن جهل أم خلط عن قصد الهدف منه التهجّم على المسيحيّة بغير وجه حق؟

سادساً، واضح أن الكاتب لا يفقه ما معنى إنجيل. فكلمة إنجيل لا تعني سفر ولا تعني كتاب ولا رواية. كلمة إنجيل تعني "البشرى السارة"، وقد أطلق هذا اللفظ على الكتابات التي تروي سيرة حياة يسوع المسيح وأعماله، لأن المسيح يسوع هو البشرى السارة التي أرسلها الله إلى البشرية.  وبالتالي استخدامها في الرواية بالطريقة التي استخدمت فيها هي خاطئة، ومرفوضة.

سادسا، إذا وُجِد – على ما ورد في الملحق – ثمّة قسٍّ أو راهب حاول تقديم تفسير للرواية التوراتية وإعطائه تفسير رمزي ينطبق على السيد المسيح، فهذا خلط للأمور غير مقبول، وهو أمر مرفوض من الفلسطينيين المسيحيين، نقاومه ونكشف زيفه في حواراتٍ أكاديمية. لكن أن تستخدم هذا التفسير اللامنطقي لتكتب رواية تؤذي من خلالها الفلسطيني المسيحي الذي يذود بدمه وقلمه وكلمته عن حقوقنا كفلسطينيين تحت الاحتلال، فهذا اعتداء صارخ ومرفوض ومردود على الكاتب.

عدسة: فادي سند

#الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد

#المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق