يبدو أن النّاس (بعضهم أو جزء منهم) في
الأردن جنّوا، من سياسيين، وأكاديميين، ورعاع، سَنّوا سكاكينهم، ليضحوا بامرأة
شجاعة، في عيد يحمل معاني الفداء ومُثّل التضحية، أسمع باسمها أوّل مرّة، اسمها
وفاء الخضرا، لأنّها عبرت عن رأي حول الأضاحي، من منطلق إسلامي (طبعًا لها الحق في
التعبير من أي منطلق ترغب سواء دينيّ أو غير دينيّ)، وبرأي الشخصي، إنها في
الواقع، والحقيقة، وبكل معايير العلم والأخلاق، أكثر إسلامية من الذين سَنّوا
السكاكين ضدها، وكأنّها سبب الفقر، والفساد، وضعف التنمية، وتأخر التعليم،
والبطالة، وقلة القراءة، والمعرفة بالإسلام نفسه.
ليس مهما أن توافق الخضرا، لتكون معها، ما
يجب فعله هو الوقوف معها في قول ما تريد وترغب، حتى لو لم يعجبنا، أو يخدش ما
لدينا.
من المؤسف، أن الخضرا، تراجعت عن منشورها،
بعد الحملة الصليبيّة ضدها، وكتبت توضيحًا.
هذه مناخات إعادة إنتاج التخلف، التي ستضرّ
أصحابها، وستسرّع في إغراق السفن المثقوبة أصلاً.
ساءني أن تتحوّل مظاهر تضامن مع الشهيد نزار
بنات، إلى مهرجان لذبح الأضاحي، وتعذيب الحيوانات وهي مربوطة تنتظر موتها المحتم
(وهو أمر يناقض أحكام الضحية في الإسلام)، مجبرة على سماع خطابات التنديد بالظلم،
والداعية للحرية، بينما أطفال ورضع، مجبورين على مشاهدة الدم النازف، قرب الجالسين
المتضامنين.
ذبح الأضاحي له مكانه، وإشرافه الطبي، وليس
مدعاة، للعزّ الوطني، وحشوه في المنظومة الشعاراتية.
ساءني أكثر أن يتحوّل المقربون من نزار، إلى
تقديم شهادات على تدينه، وكأنَّ عدم تدينه مبرر لقتله. إذا كان المقربون يزعمون
الديمقراطية، فإنها لا تتجزأ. وعليهم إعلان حق النّاس في خياراتهم الدينيّة،
والاجتماعيّة، وأن يكونوا متدينين أو غير متدينين (بالمناسبة هذا حق كفله الإسلام،
ونظّر له، بذكاء وبراعة، سيّد قطب الذي لم يقرأه من يتشدقون باسمه أو من يعادونه)،
وإلّا فإنهم ليسوا سوى صدى لمن يهتفون ضدهم.
تقول وفاء الخضرا إن: "الإسلام بريء من
هذا الطقس..!".
نعم إنه بريء..!
#وفاء_الخضرا
#نزار_بنات
#سيد_قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق