مقدمة الرفيق ابن خلدون، هي أيضًا كتاب "أمير" آخر، بل
إنها سبقت "أمير" ميكافيلي، لا أعرف إذا كان من الحكّام من قرأها وتفهم،
وعمل، لكي يتمسك بالحكم، بما حوتها، ولكنّني أعرف أن كثيرين، من رواد الفيس بوك،
الذين يقتبسون منها، منسوبًا للمسكين ابن خلدون، خطأً، لم يعرفوها.
في دراسته لدولة الاستبداد العربي-الإسلامي، طبعًا هو لا يسمها كذلك،
ولم يتخد أي موقف منها، يتوقف، ابن خلدون، عند أهم عناصرها، وهي الدبن، والعصبية.
بالطبع، لم تغادر المنطقة التي درسها ابن خلدون، أتون الأديان والعصبيات،
حتّى يوم نزار بنات هذا، مصلوبًا في لوحة كاريكاتيرية رفعها محتجون، قبل أن تأخذ
"الثورة المضادة" الزمام، الّذي فلت منها، أو أفلته بضغط اللحظة،
وتعتقلهم وتسحلهم، وكان على دولة الاستبداد المغادرة.
المحتجون على الرسمة، هم جزء من الّذين يفترض أن تكون لهم مصلحة في
الإصلاح، ولكنّهم، حتّى وهم يطالبون بالإصلاح، يتمسكون بالأغلال التي تقيدهم،
والحجة المساس بالدين.
يرسم محمد سباعنة، الأسير المضرب عن الطعام الغضنفر أبو عطوان، مسيح
فلسطيني جديد، لا أحد يعترض، لا يوجد تحريم أمني، ولا أحد يرطن عن فتنة طائفية،
فالمسألة تتعلق بالعلاقة مع الاحتلال.
يجب أن يصبح الدين، رأيًا، والعصبية، تصبح أحزابًا، ذات برامج، تصل
لسدة الحكم، بأصوات النَّاس. أمّا بالنسبة للغنائم، الطائفية، والحزبية، والدينية،
والأمنية، فيجب أن تصبح اقتصادًا.
طبعًا، أعلم أنَّ الشعوب في بلادنا، ليست أقل عصبية دينية، وعشائرية،
وطائفية، من حكوماتها، ولذا فهي أجدر بالتخلص من مثالبها، إذا أرادت مغادرة قرون
من الاستبداد.
وأعلم أنه لا أمل، حتّى في الناشطين والمثقفين، الذين يمكن للواحد
منهم، أن يخرج من أجل قتل نزار بنات، ولكنه يؤيد بشدة قتل المئات والآلاف على يد
القادة الخالدين المقاومين والممانعين.
تفتقد فلسطين، النزعات الليبرالية في الفكر الثوري والإصلاحي، إلا بالأسماء،
مثل أن نقول هذه كتلة ديمقراطية، أو جبهة ديمقراطية، مما يجعل المعضلة الحقيقية،
ليس فقط في الملتصق بالكرسي، ولكن في أي واحد سيصل إليه ويلتصق به.
#نزار_بنات
#ابن_خلدون
#الغضنفر_أبو_عطوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق