أمضى
ضافي الجمعاني أكثر من ثلاث وعشرين عامًا في سجون حافظ الأسد، وكان آخر من أُفرج
عنهم من القياديين العبثيين، من رفاق الأسد. سهر معه يوم الخميس، ويوم السبت سجنه،
ولم يسأله أحد أي سؤال طوال فترة اعتقاله الطويلة.
كم
مرة تذكر الجمعاني، تلك السهرة مع رفيق الدرب، وهو يعد الأيّام في سجنه الطويل؟
في
الفترة التي أمضاها وحيدًا، في المستوصف، كتب تجربته، وذهنه ضافيًا، كما قال،
وعندما قرروا أخيرًا إطلاق سراحه، طلبوا منه جمع أغراضه، فوضعها في حقيبة ومنها
مخطوطة الكتاب، وعندما استلم الحقيبة منهم، بعد خروجه اكتشف انهم سرقوا كل أغراضه،
ولكنّهم تركوا المخطوطة، فهي لن تفيد صغار النظام بشيء.
المخطوطة
أصبحت كتابًا، قرأته قبل سنوات، وحينها تساءلت كيف وأين كتب كتابه؟ ولم أكن أعرف
أنه نجا، بسبب فساد مستشر في أنظمة القمع الشرقية، ولا حل له.
يا
لفضائل الفساد الجاهل..!
للكتب،
مثل البشر حكايات، وقد تكون لحكاية كتاب الجمعاني، تتمة، عل أحدهم يتتبعها، ويكتب
لنا عنها وعن حكايات كتب عربية أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق