عندما
كتبت توني موريسون العيون الأكثر زرقة، لم تفكر، كما قالت بالنقاد أو القراء أو غيرهم،
لأنها كتبت كتابًا أرادت أن تقرأه، وأصبح من أقوالها المأثورة/ إذا كان هناك كتاب
تريد قراءته، لكنه لم يكتب بعد ، فيجب عليك كتابته.
وأعتقد
أن كثيرًا من الكتّاب الحقيقيين، أنتجوا ما أنتجوه، لأنهم فعلوا مثل موريسون، التي
دخلت تاريخ الأدب العالمي باعتبارها أوَّل أميركية سوداء تحصل على جائزة نوبل.
تعرفنا
على أدب موريسون، من خلال رواياتها الأشهر التي ترجمت إلى العربية، ومن بينها
رواية محبوبة، التي تحكي قصة امرأة سوداء مستعبدة، تقتل ابنتها لتجنبها بؤس
العبودية.
عندما
استمعت إلى قصة امرأة من قرية ارطاس، انتحرت في برك سليمان، في خمسينات القرن
الماضي، عندما قفزت إلى المياه وهي تحمل طفلتها، كان عليّ، بعد استيعاب الصدمة،
التفكير في السبب القاهر الذي يجعل امرأة تقدم على قتل نفسها وابنتها. والأهم
لاحقا، كيف أن الأمر لم يثر الاهتمام المحلي، بل أن القصة، مثل قصص أخرى، ببساطة
نسيت، ولم يعد يذكرها أحد.
أية
عبودية وأي مصير خشيت منه المرأة الفلسطينية التي تعيش في واحدة أقدم القرى المأهولة
في العالم؟ فقررت الرحيل واخذ ابنتها معها. يظهر ذلك في روايتي الأخيرة (جسر على
نهر الأردن).
تحررت
المرأة الفلسطينية، تاركة ناسها مع تاريخهم الموغل في القدم، وإعادة إنتاج ذواتهم،
أمّا في بلد محبوبة، فالزمن يتغير، والنّاس كذلك.
أنا مدين لموريسون، بسبب تبنيها لنشر مذكرات أنجيلا
ديفيس، عندما كانت تعمل في مجال النشر. فمذكرات ديفيس، من الكتب الأولى التي قرأتها،
وتأثرت بها، في الزمن الشخصي الأوَّل عندما كنت أصدق الكتب وكتّابها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق