أمج
جهابذة الفيسبوك، الذين يستمرأون الأستذة على خلق الله من أمثالنا، وينتظرون
مناسبة الأعياد، لينصحوا ويحذروا ويتمعلموا علينا، ناصحين ناسنا الذي سيزورون
الجزء المحتل من بلادهم عام 1948م، بأن لا يشتروا من هناك، دعمًا للاقتصاد الوطني،
ووفاءً لدماء الشهداء، وغير ذلك من كليشيهات، وكأنّ ناسنا، عبارة عن قطيع أغنام
فاقد الوطنية، يحتاج لوصايتهم عليه، ليعرف كيف يتصرف.
المزايدون،
عندما يزايدون، هم أقل وفاءً لدماء الشهداء، خصوصًا إذا كانوا يدركون، أو يجهلون،
بأنَّ الاقتصاد الفلسطيني، ملحق باقتصاد دولة الاحتلال، التي عملت على ذلك منذ
الاحتلال في حزيران 1967م. ولم نعمل شيئًا في مواجهة ذلك.
استثني
من هؤلاء الجهابذة الدكتور اشتية، لأنه ليس فقط رئيس وزراء جديد، وإنما أيضًا لأنه
خبير اقتصادي، يعلم بأنَّ 90 سنت من كل دولار يدخل الأراضي المحتلة يذهب إلى دولة
الاحتلال وأن والباقي يظل يتسمرح حتى يلحق بما سبقه.
يعلم
الدكتور اشتية، الذي نسب إليه أنه وجه نصائح لناسنا، حسب ما تناقلت وسائل إعلام
فلسطينية، بعدم الشراء من دولة الاحتلال، لدعم الاقتصاد الوطني، بأنَّ دعم
الاقتصاد الوطني، يكون بخططٍ، وبرامج، ومشاريع، وليس بدعوات نسبت إليه، يرددها
غيره من جهابذة الفيس في كل موسم عيد.
في
النصف الثاني من التسعينات، تسللت إلى حديقة الحيوانات التوراتية المقامة على أراضي
قرية المالحة، وتوسعت على أراضي قرية الولجة، ومعي مجموعة من الأطفال الذين لم
يزوروا أي حديقة حيوانات من قبل، والتقيت، مصادفة، الدكتور اشتية الذي كان مديرًا أو
رئيسًا لمجلس الاعتمار بكدار، الذي وصل الحديقة، بالتأكيد ليس تسللاً، رفقة أسرته.
سألت
الدكتور اشتية: لماذا لا تبنون لنا حديقة مثلها؟ فأجاب: وفر لنا قطعة أرض واسعة
كالتي مقام عليها هذه الحديقة، وسنؤسس حديقة للحيوانات.
لم
أخذ إجابته على محمل الجد، بالطبع، ولكن ما دام أصبح رئيسًا للوزراء، فبموقعه،
يستطيع، أن يخطط، ويبرمج من أجل دعم أو بناء أو ترميم الاقتصاد الوطني، ولو جزئيًا.
وتبني مشاريع كبيرة.
أمّا
التصريحات، الموجهة لأصحاب التصاريح الغلابة، فهي ليست أكثر من كلام مفرنع، حسب
تعبير أستاذنا الدكتور نقولا زيادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق