لم
أسمع بالأستاذ رامي شعث، قبل اعتقاله على يد مخابرات السيسي، لنشاطه ضد التطبيع مع
دولة الاحتلال، ولا أعرف موقفه، كممثل لمنظمة المقاطعة، من مواقف والده الدكتور
نبيل السياسية، والتي تتضمن، بحكم مناصبه في السلطة وفي منظمة التحرير التي اعترفت
بإسرائيل، نشاطات تطبيعية.
لم
أستاء من الدكتور نبيل، ولم أسخر من إعجابه بمغنية إسرائيلية، كما فعل كثيرون لدى إعلانه
ذلك، ولعله، بالإضافة إلى التعبير عن ذوق فني تجاه مغنية يهودية شرقية شعبوية، جزء
من أسلوبه للتأثير في الرأي العام الإسرائيليّ، واختراق قلعة العدو، ولكنني تضايقت
من صوره مع مفاوضين إسرائيليين في منتجعات مصرية. عندما يفاوض قادة حركة تحرر،
العدو، فإنهم لا يلتقطون مع مفاوضي العدو تلك الصور المبالغ فيها من الضحك،
والانسجام، وأجواء الصداقة، فالصور في هذه الحالة، مع القتلة، تحمل رسائل لنا كشعب
تحت الاحتلال، وللعالم.
ولا
أعرف مشاعر الدكتور نبيل، الذي بدأ بعد "فشل الجهود الدبلوماسية" لإطلاق
سراح رامي، إطلاق حملة تضامن مع ابنه على صفحات التواصل الاجتماعي.
أقول
لا أعرف مشاعره، التي افترض أنها تكونت بأثر رجعي تجاه أهالي المعتقلين السياسيين،
من قبل النظام السياسي الفلسطيني الذي كان الدكتور نبيل، في مطبخه بجوار الرئيس
الراحل ياسر عرفات.
لم
نسمع صوتاً للدكتور نبيل في إدانة الاعتقال السياسي، أو التضامن مع الأهالي، عندما
كان نائبًا يمثِّل الشعب، ولم نجده يقدم استقالته وهو وزير، احتجاجًا على الاعتقال
السياسي.
هذه
الخواطر خطرت لي، عندما تلقيت منه، كما الآخرين بالطبع، طلبًا للإعجاب بصفحة أسسها
للتضامن مع المعتقل السياسي في سجون السيسي رامي شعث.
بالنسبة
للأحرار، فالحرية لا تتجزأ، فقط لدى العبيد، الحرية لها مقاسات، وتفصيلات.
الحرية
لرامي شعث، من سجون نظام كامب ديفيد، والحرية لكل المعتقلين في سجون الممانعة،
وغير الممانعة، وفي معتقلات الرجعية، والتقدمية، في العالم العربي، وكل العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق